
بُعيد خروجي من مجلس الفاتحة على روح الحاج الوجيه العم سعيد حسن آل نمر (أبو علي)، أحد وجهاء بلدة العوامية الحبيبة، فاجأني الصديق العزيز الأستاذ السيد ماجد الشبركه بنبأ وفاة صديقنا الغالي سعادة المهندس عباس الشماسي، فقد هذا الرجل الذي يعد أحد رواد العمل الاجتماعي والخيري في محافظة القطيف ليس هيناً على من عرفه عن قرب.
إن الراحل كان عالي الخلق، ولي معه وقفات مهنية وأدبية في محطات عدة طوال أعوام، بدأت منذ كان رئيساً لجمعية القطيف الخيرية، تميزت شخصيته بالجدية وبحب فعل الخير والحث عليه، كان يؤدي أدواراً هامة من خلال عضويته في المجلس البلدي، كان يحرص على إبراز الكفاءات من خلال منتداه الثقافي الذي تشرفت بأن كنت أحد ضيوفه في أمسية شعرية قبل نحو خمسة أعوام.
في ذلك الوقت أتذكر أنه دعاني لإحياء أمسية شعرية وكم كنت أتشرف أن ألبي دعوته، فهذا الرجل الخلوق العامل في المجتمع من المخجل أن لا تلبي له أي طلب، فيما يخص المجتمع وقضاياه لمستُ فيه الاهتمام البالغ جداً بأمور المجتمع وخدمته، كان يركز على تحسين الخدمات، فتجده يبادر ويستعين بالإعلام لتحقيق مصلحة وطنية اجتماعية يستفيد منها الناس عبر تقرير صحافي أو توجيه لعمل إعلامي معين لحل قضية هنا أو هناك.
في الحقيقة تعد شخصية المهندس عباس الشماسي شخصية وطنية بامتياز، إذ إن تلك الشخصية لفتت الأنظار من خلال تواجدها في الأمور الهامة التي تهم المجتمع على جميع الأصعدة، فإن توقفت مع العمل الخيري تجده في المقدمة، فمن خلال هذه المحطة خدم أبناء وطنه من المحتاجين لسنوات طوال.
كم تعاونا في حل الكثير من المعاناة عبر تجاوبه في المساندة لأي قضية إنسانية كنا ننشرها إبان تواجده في الجمعية الخيرية، إذ كان يبادر بعد أن يقرأ خبراً أو تقريراً تم نشره في الصحيفة الرسمية.
في واقع الأمر الشهادة في هذا الراحل الكبير مجروحة، وكم يعز عليَّ أن أتذكره كلما رآني ناداني، كان آخرها في أروقة بلدية محافظة القطيف، إذ ناداني بـ”شاعرنا الجميل”، وذكرني وهو يبتسم بتلك الأمسية الرائعة التي تميزت بالحضور الراقي والمزدحم في منتداه الراقي، فأرد عليه ممازحاً: “كورونا خربت علينا كلشي”.
إن خبر رحيل الفقيد السعيد إلى جوار ربه حمل الحزن لكل من عرف المهندس، لكل من ساعده المهندس ووقف بجانبه، لكل عائلة لمست فيه الخير والمساندة والمساعدة، فهذا الرجل له من الوقفات الاجتماعية التي تجبرك على الحزن عليه، خاصة إن كنتَ من الذين يعرفونه عن قرب، رحمك الله يا صديقي وتغمدك بواسع رحمته، إنه سميع مجيب الدعوات.