
حينما يرد لك خبر مؤلم يحل عليك فجأة دون سابق إنذار، مع أن الموت حق على رقاب العباد، إلا أنه يحل كالصاعقة.
فالمرء بما يقوم به في وسط مجتمعه الذي يعيش فيه، خصوصاً حينما يكون رجلاً اجتماعياً مخلصاً للوطن الذي ترعرع فيه، جذاباً في تعاملاته.
عرفته وهو الوجيه المهندس عباس رضي الشماسي، أكثر من خمسة وثلاثين عاماً تقريباً في وجود فضيلة الشيخ عبد الحميد الخطي، قاضي الأوقاف “رحمه الله” والمواريث، إلى جنب أخيه الحاج عبد الله رضي الشماسي، وهو ينتهل منهما الوطنية لرعاية المجتمع والسير إلى المسؤولين في نقل قضايا الناس لتسهيل أمورهم، حتى شب على ذلك وهو يحمل هذا الحماس والتفاني ويحضر المجالس الكبيرة معهم بدءاً من القيادة الرشيدة لهذه البلاد من أيام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد والملك عبد الله والملك سلمان وأولياء العهود في عصورهم ووزراء الداخلية وأمير المنطقة السابق والحالي وكل من ناب عنهم.
هذا التواصل والتواجد في مجالسهم لم يكن في يوم من الأيام لشخصه بل كله لحاجيات الناس، وحتى حينما كان رئيساً للجمعية الخيرية أو المجلس البلدي كان ديدنه خدمة المشاريع التي تعود بالنفع على أبناء الوطن الغالي.
جعل من بيت والدته مجلساً للتلاقي والجلسات التي يتداولون فيها مع المهندسين من أمثاله والشباب الفاعل المتفاني في خدمة المجتمع حتى نال حب الجميع والثناء عليه، ففقده خسارة كبيرة على مجتمعنا، وخصوصاً في هذه الظروف والوباء المنتشر، حيث نحتاج من يلملمنا ويكون منجزاً في قضايا المجتمع، فرحمه الله رحمة الأبرار ولذويه الصبر والسلوان.