أحد عشر ذئبًا افترسوا الإخوة
ولكن شاء الله أن ينصر النبوة
اختلفوا في قتله، أو تركه
أو يأخذون بكلام أخيهم قدوة
وحينما رموا بدلوهم فيه
وإذا الماء المالح أصبح حلوًا
ورموا بدلوهم مرة أخرى
وإذا غلام، يغدو الجمال له فدوة
فأتوا الخائنون على طمع
يريدون أن يأخذوا يوسف بقسوة
فقالوا: إن هذا العبد لنا
نريد أن نكسب من بيعه ثروة
وباعوا يوسف بمبلغ بخس
ورجعوا الكاذبون يتباكون بنخوة
قالوا يوسف أكلته الذئاب
وهذا قميصه عليه الدماء حمرا
قال يعقوب يالا الذئاب الرحيمة
لم تمزّق القميص أبدا، ولم تضره
والله بل سولت لكم أنفسكم
عسى أن تتوبوا، وتنالوا المغفرة
وقد رحلت القافلة بيوسف
وروح يعقوب من الفراق مبعثرة
وبنى يعقوب بيت الأحزان
ومن شدة حزنه على يوسف فقد بصره
وجاءوا بيوسف إلى مصر تجارة
ليباع بسوق النخاسين، ويكسبوا خيره
واشتراه عزيز مصر هدية
إلى زليخة التي هامت عشقًا بمنظره
زليخة التي راودته عن نفسه
واستعصم، وهرول نحو الباب ليكسره
فالتقوا بصاحبهم خلف الباب
فشهد ليوسف شاهد من أهلها ونصره
قال إن مزقت قميصه من دبر كذبت
وإن مزقته من قبل صدقت بما تخبره
فلما رآه ممزقًا من دبر قال
إنه من كيد النساء، إن كيدهن ما أكبره
وسمعنا النسوة ما فعلت زليخة
قالوا تراود فتاها، واستعاذ بالله واستغفره
فجمعتهم وقالت اخرج عليهن
فقطعنا أيديهن، كل من كانت تنظره
ودخل السجن بضع سنين
فتحمل يوسف المصائب، فما أصبره
وحب يوسف أوصلها لحب الله
فأصبحت زليخة من المؤمنات البررة
وفي رؤيا الملك كانت حيرتهم
فعجزوا كل المفسرين، وقدموا المعذرة
قالوا إنها أضغاث أحلام
ومثل هذه الأحلام لا نستطيع أن نعبره
فأخبروه عن يوسف الصديق
قال ائتوني به، فجاء يوسف والحلم فسره
فقال السبع سنابل الخضراء
تعيشون سبع سنين فيها ترفًا، ومسرّة
وأما السبع سنابل اليابسات
تعصرون فيها سبع سنين معسرة
فقال الملك ليوسف الصديق
اطلب، إن كل ما تطلبه بالحال يجاب
قال اجعلني على خزائن الأرض
فأنا الأمين، أخاف الله يوم الحساب
وأصبح يوسف عزيز مصر
ورفع الله مقامه، ونال جميع الألقاب
ودخلوا إخوة يوسف فعرفهم
وهم له منكرون، وأخفى يوسف العتاب
طلبوا الحنطة والشعير
فأعطاهم ما طلبوا، وأكثر مما لذ وطاب
وقبل أن تسير بهم القافلة
نادوا الجنود، توقفوا لقد جاءنا الخطاب
قالوا إننا نفقد صواع الملك
ومن نجده في راحلته سينال العقاب
ووجدوا الصواع في راحلة أخيه
فقالوا إن له أخا سارق، ونال العذاب
فسمعهم يوسف فأسرها بنفسه
وقال اتركوهم يذهبون من غير حساب
ولما رجعوا لأبيهم قال لهم
اذهبوا وأخبروه، كم يوجع فراق الأحباب
ولما جاءوا ليوسف الصديق
قالوا أيها العزيز، إن أبانا لا يحتمل الغياب
فقال لهم يوسف ائتوني بأبيكم
وجاء يعقوب يشموا قميص يوسف فطاب
وقال هذا تفسير حلمك يا يوسف
انظر من حولك، سينكشف لك الحجاب
إن الكواكب والشمس والقمر
اليوم لك ساجدين، إن هذا تأويل الكتاب