لقد مات باندي

كنت أبحث عن عامل جيد أعرفه ذي خبرة واحترافية عالية في أداء عمله، سألت عنه فقيل لي لقد نقل كفالته إلى مؤسسة أخرى. لا يغيب ذلك الرجل عن مخيلتي عندما أرى جودة في إنجاز عمل.

دائمًا أذكره كمثال للعامل المخلص الذي ينجز عمله ودون حتى متابعة ومراقبة شديدة كالتي يحتاجها العامل في هذا الوقت.

حاولت الوصول إليه ومعرفة عنوانه ولكن لم أفلح في ذلك. كثيرًا من الأحيان أذكره عندما أتصفح النشرة الترويجية لبعض الهايبر سوبر ماركت، وكان دائمًا شغوفًا بعروض أنواع الزيوت والأرز لكونه من بيئة مشهورة بتلك الأصناف.

ذهبت إلى موطن باندي ولم أتفاجأ من كثرة مزارع الأرز وأزهار الكانولا لاستخراج الزيت فعذرته لشغفه بتلك الأصناف.

المطاعم كثيرة في ذلك البلد طلبت أشهر أكلة في إحدى المدن السياحية المعروفة، لم أستطع أكلها لكثرة الزيت فيها فذكرت باندي.

قابلت أحد السياح في أحد المطاعم، جرى الحديث بيني وبينه ولحسن الحظ كان طباخًا في بلده “شيف” في أحد المطاعم الهولندية، وسألته عن جودة الأكل في هذا البلد فقال: لذيذ ولكنه كثير الزيوت، فذكرت باندي.

معظم زيوت الطبخ الموجودة في الأسواق هي من أسوأ الزيوت لأنها مستخرجة عن طريق الإذابة وبإضافة مواد كيماوية وليس بالعصر المباشر وهذا هو القاتل الصامت والموت البطيء.

لكي تحصل على تولة زيت عطر الورد الطبيعي تحتاج إلى عشرين ألف وردة! وإن نبات عباد الشمس يحتوي على 36 بالمائة من الزيت، وإذا استخدمنا تلك المعلومة كقياس عن كيفية استخراج الزيوت من الزهور أو الحبوب والتكلفة العالية للحصول على زيت نقي خالص فلابد أن تشك بجودة الزيوت الموجودة في الأسواق.

في زمان باندي لم يكن في الأسواق مطروح تلك الأنواع من الزيوت المخلوطة من أصناف مختلفة والتي تعتبر من أسوأ أنواع الزيوت ضررًا على الصحة العامة.

كان باندي يجيد الطبخ ولكنه مفرط في استخدام الزيوت.

ما زلت أبحث عن باندي في المنطقة لعلّي أقنعه بالتوقف عن استخدام تلك الزيوت الضارة وخاصة الأصناف الجديدة منها والتي هي عبارة عن خليط من زيوت منوعة ولكن في الأخير عرفت أنه مات بالسكتة القلبية عام 2020 ودُفِن في مسقط رأسه.



error: المحتوي محمي