طلاق من نوع آخر

مريم وعماد متزوجان منذ نحو عشرين عاماً ولديهما ثلاثة أبناء، يعيشان تحت سقف واحد في غرفة واحدة وأيضًا يجمعهما سرير واحد على الرغم من أنهما متطلقان منذ نحو عشرة أعوام! نعم هما متزوجان ولكن متطلقان فطلاقهما من نوع مختلف! طلاقهما أيضًا موجود في كثير من البيوت فهما ليسا الوحيدين اللذين يعيشان معاً بالرغم من هذا الطلاق وقد تكون أنت أيها القارئ تعيش هذا النوع من الطلاق دون أن تعي ذلك.
إنه الطلاق العاطفي! وكما هو واضح من الاسم هذا الطلاق هو طلاق المشاعر أي أنك تعيش مع الطرف الآخر لأسباب مختلفة ولكن مشاعرك لا تدري أين ذهبت وماذا حل بها بل إنك حتى لا تدري متى حدث هذا الطلاق بالضبط. عندما سألت مريم منذ متى أنتما على هذا الحال كانت إجابتها تقديرية!

سألتها عن الأسباب أيضًا فوجدت أنها تراكمات قد تبدو للبعض سخيفة ولكنها قد تعني للبعض الكثير فنحن طبيعتنا كبشر مشاعرنا وكذلك ردات أفعالنا مختلفة!

تقول مريم وهي معلمة كنت أعود من عملي وأقوم بأعمال المنزل وأجهّز الطعام وأهتم بالأطفال ومذاكرتهم وهو يعود عند الرابعة يريد أن يأكل ويأخذ غفوته ثم يجلس ليعود ويخرج وأنا أضع الأطفال في الفراش وأكمل باقي الأعمال فيعود وطاقتي أوشكت على النفاذ فلم أعد أراه ولا أجلس معه ولا نتبادل أطراف الحديث ولعل من هنا بدأت مشاعرنا تبرد لأن الحب يحتاج أن تشعر بالطرف الآخر والحب من وجهة نظري يُعطى ولا يُطلب. استرجعت ذاكرتي وتذكرت أحاديثي مع البعض ورأيت أن فئات كثيرة تعاني من هذا الطلاق دون أن تشعر وأغلب الأسباب تكمن في عدم الشعور بما يحتاجه الآخر.

عماد كان يرى أن مريم قصّرت في حقه كثيرًا وأن مريم كانت تعطي الأطفال وقتها ولم تراعِه وأن الرجل أيضًا عندما يحب يتحول لطفل بين يدي زوجته يحتاج منها الحب والرعاية!

ولأكون صريحة وواضحة بعض الرجال يرون أن من واجبهم فقط تقديم لقمة العيش والعيشة الكريمة بل إنهم عندما يمارسون أبوتهم ويعتنون بالأطفال ويساعدون في أعمال المنزل يرون أنفسهم نموذجًا خارقًا، عزيزي أنت تمارس أبوّتك فقط لا غير! إن الجدال الناتج عن هذا الموضوع كفيل بخلق تراكمات قي قلب الأنثى لأنها تشعر أن لا طاقة لها عندما لا تقدر ما تقوم به وتبدأ رويداً رويداً بالانشغال عن الرجل وهنا يبدأ الفتور في المشاعر!

نصيحتي لكلا الطرفين عزيزي آدم لا تدع مشاعر حواء تفتر حاول أن تحبها كما ترى هي الحب؛ عزيزتي حواء حاولي أن تخصصي يوماً تنسين فيه كل أعمالك حتى لو تراكمت الأواني والملابس واجعلي آدم فقط محض اهتمامك.

دمتم بحب وحفظ الباري.



error: المحتوي محمي