صدرت حديثًا الرواية الأولى للروائيّ السّعوديّ عبد العزيز حسن آل زايد والتي تحمل اسم “رواية البردة” عن دار البشير المصريّة.
وذكر الروائي آل زايد أنه ينوي تدشين باقة من الروايات بعد فوزه بجائزة ناجي نعمان في شهر يوليو لعام 2020، وهي إحدى الجوائز السنويّة التي تمنحها مؤسسة ناجي نعمان الأدبيّة في بيروت، مشيرًا إلى أنه يعتبرها العتبة الأولى لانطلاقته الأدبيّة.
وأطلقت دار البشير المصريّة على صفحتها الرسميّة إعلانها التّرويجيّ للرواية السّعوديّة (رواية البردة)، وأدلت بأجواء الرواية، قائلة: “هي رواية مركبة من عدّة حكايات، إلا أنّ الأساس فيها حكاية الإمام البُوصيري (صاحب البردة)، والذي من اسمها اشتق اسم هذه الرواية”.
وكتبت دار البشير على صفحتها الرسميّة: “الرواية ضمن الأدب الصّوفيّ والمدائح النّبويّة، بثوب تاريخيّ رومانسيّ تخيليّ”.
ويشق الروائي آل زايد في (بردته)، طريق الأدباء الكبار في مجاراة قصيدة البردة النبويّة، ولكن بإيقاع روائيّ تاريخيّ، ويتعقب في روايته هذه سيرة الإمام البوصيريّ (محمد بن سعيد الصّنهاجيّ)، منذ لحظة ولادته مرورًا بتنقلاته ورحلاته حتّى استقراره في الديار المصريّة، وتأثره بالإمام أبي الحسن الشاذلي وأبو العباس المرسي، واختار السرد الحكائيّ التخيليّ عوضًا عن التوثيق التاريخيّ الرتيب، وهذا ما يضفي على الرواية جاذبيّة وتشويقًا لدى القارئ.
ويتساءل آل زايد صاحب رواية البردة في مدونته (إسبينوزا الشرق): “هل فعلًا تتسع القلوب لسماع حديث بعضنا البعض؟! أم هناك الكثير من الممنوعات التي لا تُصرف؟!”، ويجيب نفسه بقوله: “في اعتقادي أنّ هناك وجوهًا ستحاصرك ولن تفسح لك المجال لقول قولتك التي تنوي أن تقولها، لهذا عليك أن تصدع، وليكن ما يكن”.
وتتطرق الرواية إلى مطارحات جدليّة حول الغلو الذي تغرق به قصيدة البردة للبوصيري، بين عاشق يدعى (ابن يونس)، ورواية (رواية البردة) التي تتستر باسمٍ مستعار هي (زهرة اللّوتس)، تعتزم هذه الفتاة كتابة رواية عن الإمام البوصيري، وتستمر الأحداث بين العاشقين حَتّى الصفحة الأخيرة.
وتظهر في مسرح هذه الرواية شخصيّة (شجرة الدّر) وحكاياتها مع الرجال العشاق لها، كما تتحدث الرواية عن جملة من الشخصيات التاريخيّة الكبيرة، مثل: (صلاح الدين الأيوبي، والشيخ العز بن عبد السلام، وسواهما).
ويعرّف الروائي آل زايد نفسه بقوله: “عشقي الكتابة ونفسي الشعر، أبعثر الحروف فيكتمل السرد، ومع كل ذلك أبقى أحمل بيرقًا مشتعلًا لإنارة الجيل الصاعد، أليس المعلم يوشك أن يكون نبيًا ورسولًا؟!”.
يذكر أن آل زايد مهتم بالسّرديات التاريخيّة التّخيليّة، وهو خريج جامعة الملك فيصل وجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، وهو معلم تابع لوزارة التعليم بالمنطقة الشرقيّة بمدينة الدمام، قال عنه الكاتب السعوديّ حسن العواميّ بعد فوزه بروايته (الأمل الأبيض): “أنا فخور للغاية بموهبتك الفذَة، كأني أرى اسمك يتردّد في فضاء الأدب العربي ويُنقّش في سجل عمالقة الروائيين العرب في بضع سنوات، أنت مشروع ثقافيّ كبير، كم أنا فخور بك”.