لربما الذكاء والفطنة أهم من قوة البدن فليس المهم أن تضع نفسك في سيرك الحياة، المهم أن تميز نفسك وتجعلها رفيعة.
فجميع الحيوانات القوية المفترسة قابلة للترويض ماعدا الذئب! في تقرير علمي من أحد الجامعات الأوروبية دراسة سلوكيات الذئب كشفت أن الذئب الحيوان المفترس الوحيد غير القابل للترويض. فجميع المحاولات من البشر فشلت في ترويض الذئب؛ حيث إن سياسة التجويع لم تنجح مع الذئاب، فهو يصبر دون الطعام حتى يموت ولا ينصاع لحركات المدرب بينما بعض الحيوانات المفترسة من الأسد والنمر والفهد والفيلة استطاع البشر أن يروضها ويدخله في السيرك لمتعة الجمهور.
أصبح الذئب نموذجًا يقسم ثقافة البشر عن طريق مقولة الفكر “خليك ذيب” البعض من الناس يؤمن بأن العبارة دافع للفخر والتحفيز من صفات الكرم والشجاعة بينما البعض الآخر يرى أن عبارة “خليك ذيب” تحمل المغالطات والسلبيات من الأنانية. الذئب يفترس ابن آدم ويسفك القطيع بينما النسخة التي طورها الإنسان ابن عم الذئب “الكلب” من يحرس القطيع ويخلص إلى البشر قللت من احترامه وأصبحت الكلاب في مذلة ويصفون المرأة الشرير بالكلبة ولربما يصل الشتم الحقير في كلمة “ابن الكلب”.
بعض أنواع البشر يمارسون نفس المعادلة يحترمون من لا يهتم بأحاسيسهم ويحتقرهم مثل الذئب المفترس بينما من يخلص لهم ولا يرفض أي طلب لهم حفاظًا على عدم كسر الإحساس ويكون مطيعًا لهم بالحب والاحترام يعتبرونه إنسانًا ضعيفًا مثل الكلب.
الخلل ليس في طبيعة الإنسان المحترم إنما الخلل في الإنسان الشرير يستغل الإيمان القوي للأشخاص الطيبين وينزل من مقامهم. فكم من المؤمنين لا يحب رفض طلب إلى أحبائه ويتحامل على نفسه في إرضاء من حوله ويعمل لهم؟! لكن عمل المعروف ينعكس عليه سلبيًا حيث يصفونه بالطيب البهيم، بينما من يدوس فوق رقابهم يصفونه بكاريزما قوية.
بعض الناس ضعاف النفوس أمثال الفاشونيستا أو الموديل يمارس منهجية الترويض إلى أشخاص لا يحملون قوة بدنية ولديهم ضعف في الفكر، يؤثرون عليهم في التهاون بقيم الدين وينجحون في قلب الإنسان المحافظ إلى شخص عديم القيم ويصبح مهرجًا لهم في سيرك السوشيال ميديا بينما الشخص القوي فكريًا لا يستطيع أحد أن يؤثر عليه ولا ينصاع إلى الإغراء و الملذات فيكون صارمًا في المواقف.
فليس كل إنسان قابلًا للترويض وترك القيم والأخلاق واتباع من حوله من تقديم المغريات من خلال برامج السوشيال ميديا. بينما ضعاف النفوس من استطاعت السوشيال ميديا ترويضهم وجعلتهم يخلعون عباءة التقوى والاحترام ويلبسون عباءة الضعف الإيماني (لاشك مجتعمنا يحارب هذا السلوك ) .. نسأل الله الهداية للجميع.