النجاح قيمة يلزم الحفاظ عليها، والنجاح طريق عبدته الجهود بغية الوصول للأهداف التي لا بد أن تتحقق، فقط ننتظر اللحظة التي يؤدي فيها المكلفون أدوارهم ليتحقق الهدف.
ولكن، كيف يأتي النجاح وكيف يستمر؟
ما يراه المتابع عبارة عن نتائج، ولكن كيف أتت وتحققت هذه النتائج، ليس ذلك بضربة حظ أكيد، ولكنه تقاطع بين الحظ “التوفيق” والعمل المبذول من ألفه إلى يائه، وليس شرطاً بالضرورة أن يتحقق النجاح من أول محاولة ولا من عشرات أو مئات المحاولات، وهي التي تسمى المحاولات الفاشلة حسب العرف، ولكنها في حقيقتها ليست فاشلة محاولات بقدر ما هي خطوات، كانت السبيل للوصول للخطوة الأهم وهي النجاح الكلي المتحقق.
إذاً لا يوجد فشل بل وقود اتقاد للاستمرار ودافع للمثابرة واعتبار كل تعثر خطوة للإمام، وفي كل خطوة أخرى تزال عقبة أو عقبات، وهكذا.
للنجاح مقدمات متعددة تتمثل ابتداءً في الفكرة، الدراسة والجدوى ثم التأسيس والتخطيط والاستراتيجية والانطلاق والمراقبة والمتابعة وغيرها مما يستلزم، ثم عرض النتائج والبناء عليها بعد تفادي الأخطاء إن حدثت، كل ذلك ما هو سوى جزئية مما يدور خلف الستار وقبل أن يتحقق أي نجاح جزئي كان أو كلي.
أما ما بعد النجاح فأمر مختلف تماماً، خاصة مع تحقق الأهداف أو جزء منها، وهو ما يتفرع إلى فرعين كما نراه أولهما: ضرورة المحافظة على المكتسبات “الأهداف” وتنويعها ورفع سقف الطموحات، وثانيهما: تطوير العمل الإداري والمهاري والاستراتيجي للوصول لنجاحات أخرى لن تتأتى سوى بالإبداع وخلق طرق مختلفة لتسهيل العمل وخفض الجهود لتحقيق الأهداف المرجوة بأسهل الطرق.
ومن الضروري جداً في الحالة الثانية وهي ما بعد النجاح أن يتم العمل على توفير متطلبات المرحلة التي تتطلب الحفاظ على المتحقق، ثم رفع سقف الطموح، وهذه المتطلبات نختصرها في إيجاد بدائل أفضل سواء بشرية أو مادية أو لوجستية وهي إمكانيات مطلوبة لكل مرحلة من المراحل الأعلى والأكثر أهمية.
ويبقى أن نؤكد على أن سقف الطموح أمر مشروع ولكن بأن لا يكون أكبر من الإمكانيات المتوفرة أو في ظل انعدام أو صعوبة توفير الإمكانيات والقدرات اللازمة التي تحقق طفرة نوعية في أمد قصير، ولهذا يلزم العمل بمنهجية متوافقة مع الإمكانيات المتاحة، وهي ما تتطلب غالباً جهوداً بشرية مضاعفة، وكما أثبتت التجارب فإن ذلك أمر غير مستعصٍ، بل غالباً ما يأتي بسبب دوافع ذاتية أو اعتبارية أو انتمائية، وهكذا، مما يغطي في أحايين كثيرة على القصور في المتطلبات الأخرى.