التوازن مطلب ضروري لكل فرد في جميع مناشط الحياة بل في جميع تفاصيل الحياة اليومية التي يعيشها ومن أهمها التوازن بين الحياة المهنية والحياة الشخصية بأسلوب يضمن التعايش مع الجانبين دون الإخلال أو الضرر بمسؤولية أي منهما، وهي خطوة تشكل حلمًا يراود كل شخص طموح يرغب بحياة أفضل متجاوزًا ظروفه والصعاب التي يواجهها في جوانب الحياة المتعددة، سيما الاجتماعية منها والمهنية.
إن خلق التوازن بين الاثنين دون أدنى تفريط في أي طرف منهما تعد مسألة مهمة تحتاج إلى مهارات تنظيمية في الوقت والجهد وتوزيع الاهتمامات لنصل إلى مرحلة من التكامل في التوازن يخلق في ذواتنا الشعور بالرضا والراحة النفسية كيلا نكون عرضة للاضطرابات والتوتر النفسي بسب جهد العمل وتأثيره الجسماني المانع من التفاعل بالشكل الصحيح مع بقية الأنشطة الضرورية الأخرى.
إن مراعاة الظروف المكانية والزمانية في وضع الخطة والجدول المنتظم بشكل دوري للأعمال التي يجب القيام بها من الأنشطة العائلية والاجتماعية والالتزام بها وتصحيح المسار أولًًا بأول عند حدوث أي انحراف عن الخطة والجدول المعد هو أحد أسرار النجاح في مسألة التوازن.
ومن هذا المنطلق ينبغي عدم التهاون بحياتنا الاجتماعية من خلال الاهتمام فقط بالحياة المهنية والقبول بالأعمال الإضافية التي تشكل حملًا إضافيًا يؤثر سلبًا على حياتنا الشخصية وخصوصا إذا كان ذلك بشكل مستمر يمنعنا من أداء الجوانب الأخرى بشكل مرضٍ.
مهما تكن الأسباب فلا ينبغي لنا أن ننجرف تحت تأثير الحماس بالاهتمام بأمور العمل وإن كانت بسيطة، كالقيام باستعراض وتصفح البريد الإلكتروني مثلًا أو الرد على اتصال هاتفي من مديرك أو أحد العملاء خارج ساعات العمل وفي منزلك بين أفراد عائلتك، كيلا تتحول مع الأيام إلى عادة تؤثر في تحقيق التوازن.
إن الأهم في ذلك كله أن تكون متواجدًا في اللحظات المهمة في كل جانب من جوانب حياتك حتى لا يفتقد الآخرون تواصلك ووجودك بينهم.
نحتاج ان نكون واثقين من قدراتنا وإمكانياتنا وإرادتنا القوية في التعامل بجدية مع هذا الأمر حتى نستطيع أن نحقق التوازن المطلوب في حياتنا و لنمنح أنفسنا طاقة إيجابية نصوغ بها عالمنا الجميل الذي نرغب في تحقيقه من أجل سعادتنا وسعادة من حولنا بقدر ما نستطيع.
إن لكل شيء عليك حقًا، فأعط كل ذي حق حقه.