حشرة الاستهتار الناشرة لكورونا

دخلت أحد المطاعم فإذا بنفس الشاب الجالس يفتش على تطبيق توكلنا قد أرخى الكمامة على رقبته بينما راح يسألني عن تطبيق توكلنا! قلت له أنت مفتش توكلنا؟ قال نعم قلت له إذن لماذا لا تلبس الكمامة؟

بعد كل هذه التوعية الحكومية والعالمية والعبرة من موت الأحباب عند كل العوائل وفي كل البيوت بسبب هذا الوباء تجد إلى الآن من العقول المقفلة والأفهام المتغافلة والأنانيين والمستهترين من لم يعتبروا ومن لم يستيقظوا ويتّعظوا، تجدهم حتى الآن لا يتعاملون مع الوباء ونشره وانتشاره بشكل جدي ومسؤول بل بشكل هزلي طفولي ساذج غافل أو متغافل! بعضهم جنحوا للاستهتار بداعي الملل من الاحتراز وبعضهم بداعي التطعيم (وهو لا يوقف نقل الفيروس بل يخفف إصابة متلقيه) وبعضهم بداعي التخلف الشخصي الذي لا يستطيع أن يكون منظمًا ملتزمًا ذاتيًا وبعضهم بداعي الحماقة المركبة.

مع أن وصول وإيصال الأحباب إلى الخطورة القصوى والتهديد الوجودي وغرف العناية المشددة والمقابر لا تتناسب معه ولا تبرره تلك الأعذار الشخصية والأنانية والحمقاء والاستهتارية الصرفة فلقد وصلنا في الوقت الراهن بعد حجج التوعية والأضرار الواضحة إلى ألا نكتفي فقط بعدم قبول تلك الأعذار بل يجب اعتبارها جنائية قاتلة.

التجمعات بلا كمامة وزيارة الناس بلا كمامة والوقوف في المطعم بلا كمامة وملاطفة الأطفال بلا كمامة والبيع بلا كمامة والتجمع على الولائم كلها أخطاء فادحة لا يجب أن نغفرها بعد كل هذا الكم الهائل من التوعية على مدى شهور عديدة فيقتضي اعتبار التقصير والاستسهال في نقل المرض جناية متعمّدة، فلا مجال للاستسهال بعد ما حدث وسيحدث من مصائب جراء هذه الجائحة وهذا الفيروس الذي بات يتحور ويتنقل بحرية بسبب الاستهتار المستفحل.

يستهترون جدًا ثم يُحضّرون أنفسهم بكل بساطة وثقة لذرف الدموع والحزن الأحمق لفقدان من يحبون بينما هم يمارسون يوميًا بشكل متعمّد ذات الممارسات الحمقاء التي تنشر المرض بين الناس. اللهم لا تسامح من نقل الوباء مستهترًا ومتساهلًا.

أما آن الأوان أن تسقط الأقفال عن تلك القلوب اللامبالية؟!

لقد أسْمَعتَ لو ناديتَ حيًّا
ولكن لا حياةَ لمن تُنادي



error: المحتوي محمي