محمد الشيخ أحمد.. المؤسس النوعي الفريد

مراحل العمر هي مراحل نسبية. قيمة كل منها تعتمد على ما يقدمه فيها، فبعضها يسقط من الحسبة وبعضها يتوهج ويمتد ويخلد، ويمكن للمرء أن يجعل لكل مرحلة من عمره طعمها الخاص ورونقها وجمالها الدائم ، وذلك بأن يعيشها وفق وقتها من صباه إلى شيخوخته، ولا فرق هنا. لا فرق بين الطفولة والصبا وريعان الشباب والشيخوخة وحتى الكهولة، ما دام المرء يُفَعل كل مرحلة حسب وقتها ووفق عقليته ونضجه وتوجهه المنظم، فهو هنا ينتقل من مرحلة لأخرى وفق معطيات مكتسبة وتطلعات متوثبة، متجاوزاً العراقيل والمطبات والإحباطات التي ربما تواجهه.

هنا أيضاً لا نغفل دور المجتمع المحيط سواء كان صغيراً مثل العائلة أو كبيراً كأهل بلدته وأبناء جلدته، وهو ما يدفعه إلى أن يبدع في التوجه الذي اختاره واستفز بذلك ملكاته الكامنة.

هذه المقدمة الطويلة نسبياً ذات مغزى رفعنا منها اسم صاحبها المقصود لنفرشها له بساطاً وردياً ونحن نحتفي به خلال هذه الكلمات المعدودة تقديراً واعتزازاً وتهنئة.

الإنسان الأستاذ محمد آل الشيخ أحمد المولود في العوامية الحبيبة والمشرق في جميع أنحاء المنطقة واحد من القلائل الذين فرضوا أنفسهم بعطائهم المتدفق طوال عمره أمده الله تعالى في خير وعافية وهو لايزال يتقد حماساً وعنفواناً ووهجًا ويتدرج في ذلك وفق منهج مدروس خلقته عقلية حكيمة ووقادة كان لابد أن تنتج لنا إبداعات مختلفة لم تكن شبكة القطيف الرياضية أولها، ولا صحيفة فرسان الرياضة آخرها.

فبينهما ما يقارب العقد من الزمن نذر فيه نفسه لتكريم المنجزين في أندية القطيف والذي أضحى علامة بارزة لا يمكن تجاهلها وتشرف كل من ناله منها نصيب سواء بالتكريم أو الخدمة أو حتى بالحضور، والرجل حقيقة كان يحرص على دعوة أغلب المنتسبين للرياضة بشكل عام، وشخصياً معرفتي به عن قرب كانت من خلال ذلك رغم أني كنت أكتب في الشبكة بين فترة وأخرى، ويكفيك أن تجلس وتتحاور معه لساعة واحدة فقط لتخرج من عند هذا الإنسان الذي يُخجل التواضع وقد أضفت لقائمة معارفك أخاً صادقاً خلوقاً لن يدعك في حالك وهو يغدق عليك من جماله وكرمه ونبله ما لا يمكنك الفكاك منه ولا الاستغناء عنه.

أبو أحمد، هذا الرياضي من قمة رأسه حتى أخمص قدميه هو دوحة من العطاء وأنموذج الرجل المكافح والذي خدم ولا يزال يخدم مجتمعه بتفانٍ وبذل قل نظيره دون أن ينتظر المقابل، ونادراً ما نراه في المحافل أو الفلاشات لأن هذا ليس هو هدفه، فهدفه هو أن يبرز عمله فقط، بل ويحتضن غيره من الشباب العاملين متجاهلاً ذاته، وهو يدفع الآخرين للأمام ليبرزوا ويخدموا مجتمعياً وهذه غاية مثلى أحسب أنها ترضيه حين يرى جهده لا يذهب هباء بل يراه شاخصاً متمثلاً في غيره مما يعد مكسباً للمنطقة والوطن.

هذا الرجل والوجه الإعلامي الفريد هو خير مثال لما بدأنا به هنا حينما تدرج يمارس الرياضة فعلياً من خلال كرة القدم لاعباً في جميع الدرجات ثم إدارياً ضمن منظومة الجهاز الإداري للعبة في نادي السلام حتى بدأ شق طريقه في العمل الاجتماعي والرياضي وكانت الشعلة الوضاءة الأولى بتأسيس لجنة أصدقاء الصم والبكم عام 2002 ميلادية وحتى اللحظة التي أسس فيها قبل ما يقارب العامين صحيفة فرسان الرياضة، وهو يخطط لأن تكون أكثر من صحيفة أو بث مقاطع مرئية، ففي رأسه هدف كبير بين أهداف أخرى لست مخولاً هنا بالإفصاح عن أي منها الآن من قبله.

العزيز أبو أحمد شرفني لأن أكون ضمن هذه الأسرة الرياضية الجميلة، ومن المقربين منه وهذا ما جعل من الصعوبة أن يرفض طلب هذا الإنسان الرائع رغم المشاغل والاهتمامات الكثيرة، وهنا نقول إن على كل من يمكنه خدمة مجتمعه وفي أي مجال ، فليتقدم ولا يتردد ما دامت نيته صادقة ودافعه هو خدمة أهله ومجتمعه، وليكن آل الشيخ أحمد هو مثاله وكفى.



error: المحتوي محمي