سعياً لنيل رضا الله سبحانه وتعالى عمد الأجداد لجعل جزء مما يملكون من أراضٍ زراعية وسكنية تحت ملك الأوقاف، بغض النظر عن الغاية الحقيقية من ذلك، نتاج هذا التوجه هو وجود كم من الأراضي لا يمكن التصرف بها بما يخدم الفرد المحتاج، وبعض هذه الأراضي أو المزارع قاحلة حتى الطير لا ينتفع بها، بالتالي هل حققت الغاية المرجوة؟ الله أعلم.
هنا أطرح عدة تساؤلات قبل المضي في المقال، هل ينبغي للدين خدمة الفرد أم ينبغي للفرد خدمة الدين؟ هل الفهم الديني للأوقاف صحيح؟ جملة من علامات الاستفهام تستحق أن يسلط الضوء عليها.
في الجانب الآخر -وأيضاً- سعياً لنيل رضا الله سبحانه وتعالى، عمد الآباء لبناء المساجد حتى أصبح بعضها لا يبعد عن الآخر، تميز الكثير منها بعمران جميل ومساحة كبيرة ذات طاقة استيعابية عالية يقابلها عدد محدود من المصلين.
هنا أعيد بعض التساؤلات، هل حققت كثرة المساجد خدمة الفرد؟ أم أن الفرد هو المعني بخدمة الدين؟ أو ربما ينبغي تحقيق التوازن في الخدمة بين الطرفين؟ هل الفهم الديني لبناء المساجد صحيح؟ وغيرها من الأسئلة الأخرى؟
في تقديري الشخصي -ليس اجتهاداً ولا صناعة فتوى بالمناسبة- الفرد اليوم بحاجة إلى تكافل اجتماعي، بحاجة إلى الاستثمار فيه وتكريس الجهد في مساعدته لتحقيق رزقه وتطويره وبنائه تقرباً لله تعالى بمبدأ الأوقاف نفسه وبناء المساجد. من يسعى لتوظيف عاطل عن العمل ولو بنشر إعلان وظيفة شاغرة، من يسعى لتطوير الفرد ليتمكن من الحصول على عمل أو وظيفة أفضل سيحقق سعادة ولقمة عيش ليس للفرد نفسه فقط، بل لعائلته ومن يلوذ بهم.
المتقاعدون عندهم محصلة خبرة ينبغي أن تنقل لأفراد المجتمع، الأكاديميون لديهم محصلة علمية كذلك، الموظفون وأصحاب رؤوس الأموال، والقائمة تطول.
بالتكافل والسعي لتحقيق الرزق لآخرين ونشر المعرفة سنحقق ما كان يسعى له الأجداد والآباء من نيل رضا الله سبحانه وتعالى.