ولباسُ عيدي صدقة

بسم الله الذي فرض العيد لعموم المسلمين، والحمد لله أن جعله حلية المتقين وهدية المخلصين، والصلاة والسلام على من لو لاهم لكنا في الهالكين، محمد وآله الهداة المهديين.

دُعيتُ إلى متجر واسع تعددت به غرف التجارة، وتميز ببضائعه النادرة، التي تبهر الناظرين، وتـُريح قلوب الواردين إليه، وهداياه الثمينة لمن تبضع منه ولو بالقليل.

لذا قررت أن يكون ثوب عيدي من هناك، وإلى حيث موقعه كان توجهي، فأعددت العدة وتم ما أردت بأسرع مما كنت أتوقع.

لحظات، وإذا بي بالمدخل الرئيسي حيث الحشود المتوافدة، من كل مكان وقد انتشر الجميع هناك، هذا يبتاع وذاك يبيع، منهم من أثقل الحمل ومنهم من خففه، وأنا حيث أنا أقلب هذا، وأدقق في ذاك، حتى انتهى بي المطاف إلى حيث النهاية دون أن أشعر بالوقت الذي أمضيته في تجوالي!

ارتفع صوتٌ معلناً أن الزمن الذي يفتح المتجر أبوابه فيه قد أوشك على النهاية، فعلى الجميع التوجه إلى بوابة الخروج.

تنبهت نفسي حينها من غفلتها، واستيقظت من غفوتها.

متجرٌ كهذا بحجمه ومساحته، وتخرجين صفر اليدين؟! بسوء ذوقك، وقصر نظرك!

حاولت أن أعود كي أبتاع لباس عيدي، وقد أغراني منظر الجموع، وهي تخرج حاملةً مشترياتها، وهِـباتها التي ربحتها من هذا المتجر الكبير.

لكن، كيف؟ فقد أوقفني الصوت والمؤذن به، ألا ترين؟ ألا تسمعين؟ أم أنكِ لا تعين؟ لقد أُغلقت الأبواب، وغادر الجميع.

جثوتُ على ركبتي أبكي بدموع حرى أحرقت الجسد، وأدمعت العين دماً!

أينال هؤلاء ما نالوه، ويحملون ما حملوه، وأخرج بلا شيء يذكر! بطاقة زائر فقط.

كلا، لن أخرج إلا بلباس العيد، أأظل بلا لباس، وظاهري غـِنىً وثروة!

وإذا بيد رحيمة تُلبسني إياها، حلة جميلة، لكنها ليست بجمال ما رأيت هناك، هذا ما أستحق، بل أقل من ذلك.

فسيان بين عروجهم وعروجي.



error: المحتوي محمي