نقلت الكاتبة حليمة بن درويش تجربتها الإلكترونية كمدونة، إلى إصدار مطبوع يحمل عنوان “عارية إلا منك”، بعد أن ظل كمدونة شخصية في فضاء النت على مدى عقد من الزمان.
وعزت “بن درويش” هذه الخطوة لإلحاح المقربين والأصدقاء بنقل تجربتها الإلكترونية إلى ورقية، فجاء الكتاب الصادر عن دار الأدب العربي، وضم ٩٩ نصًا أدبيًا، من القطع الوسط بعد سنة من المراجعة والتنقيح.
وحملت نصوصه عدة عناوين منها؛ “مجرد نقطة”، و”بقايا انتظار”، و”أريدك قربي”، و”ماء الحقيقة”، و”أرني أنظر إليك”، و”طفلة لا تكبر في حبك أبدًا”، علاوةً على عنوان الكتاب “عارية إلا منك”.
ونقلت “بن درويش” في باكورة كتبها فيضًا من مشاعرها المخبأة بين عامي ٢٠١١ – ٢٠١٩م، والتي تحاكي المحبة، والشوق للأحبة الراحلين، والأمل، والإيثار، والأخوة، والوفاء، والتضحية، والسلام مع الذات.
وحاولت من خلال نصوصها الاعتراف بصوت مكتوب بأنها متمسكة بهذه المشاعر الإنسانية، مؤكدة أنها يجب أن تكون سلوكًا متجذرًا في الذات منذ نعومة الأظفار، لأنها قيم تنمي شخصية الإنسان، وعبرت عن ذلك في كتابها بأسلوب سلس مفهوم يقود القارئ نحو القراءة الهادئة بعمق.
وأشارت إلى أنها ترجمت كلمتها في كتابها بأسلوبها الأدبي بعد أن تدربت على ذلك خلال سنوات دراستها الأدب العربي في جامعة الدمام، وتفننت في إتقان إلقاء بليغ الكلام في المحافل الاجتماعية واجتماعات أندية التوستماسترز الخطابية.
وعللت السبب في تقسيمها إهداء الكتاب بين زوجها رضا الشاخوري وأختها آسيا بن درويش – رحمها الله – بقولها: “قدمت الإهداء لأختي المرحومة آسيا، وذلك لكثرة النصوص التي كتبتها عنها بحكم علاقتي بها قبل رحيلها منذ ١٢ سنةً، حيث كانت جزءًا مني بحكم أن عمرها لم يزد على عمري إلا بعامين اثنين فقط، أما زوجي فقدمت له الإهداء لأنه السند والمعين، ومعه تطورت شخصيتي مع مرور السنوات من خلال المواقف التي جمعتنا من فرح وحزن وأمل وحتى خيبات وتضحيات من أجل أن تستمر حياتنا مع أبنائنا”.
وأوضحت أن كتابتها النصية ما هي إلا نتاج نهم قرائي بدأ عندما كانت في مرحلة الدراسة الابتدائية، حيث تربت على يد أبيها كاظم قارئ القرآن الذي ألهمها معنى القراءة، ونشأت بين أخيها (أبو محمد) الذي يعشق القراءة والكتابة، وأختها مدينة التي تقرأ المجلات، لافتة إلى إلى أنها كانت تذهب لتأخذ مجلات أختها خلسة لتقرأها بعدها، ومع تتابع السنوات الدراسية نضجت وزادت محصلتها اللغوية واتجهت إلى قراءة الكتب وكل ما يقع بين يديها.
وأشارت إلى أن شغفها بالقراءة جعلها تقرأ رواية “البؤساء” وهي في مرحلة المتوسط دون أن تجد صعوبة في ذلك، كما قرأت خماسية “مدن الملح” للكاتب عبد الرحمن المنيف، مع كتب غازي القصيبي، مثمنة دعم معلمتها زهراء الجشي لها في مرحلة الثانوية وحثها إياها على القراءة الجادة.
وتطرقت “بن درويش” بالحديث عن دور المنتديات الإلكترونية في صقل مهاراتها الكتابية وإن كانت تقدم من خلالها كتابات بأسماء مستعارة، إلا أنها أعطتها الجرأة والشجاعة أن تخرج للناس، بالإضافة إلى خوضها تجربة المجال الخطابي في أندية التوستماسترز على المستوى المحلي والمملكة والخليج كان له دور تعزيز الجانب البلاغي، ودعم الكثير من المهارات القرائية والكتابية.
واعتبرت تجربتها الأولى في إخراج كتابها الأول فرصة للتعرف على كيفية التعامل مع دور النشر، مبينة أن دور الكاتب ليس فقط أن يكتب نصًا ثم يجلس على كرسي التوقيع بقلمه المذهب! بل يتسع إلى عمل علاقات عامة مع دور النشر من مراجعة وتدقيق وتنسيق واختيار عنوان وتقديم على فسح من وزارة الإعلام، ومتابعة خروج كتابه من المطبعة ومن ثم توزيعه على المكتبات، بالإضافة إلى التعرف على كيفية اختيار العقود والتفاوض فيها، منوهة إلى أن كل ذلك ثقافة جديدة كانت غائبة عنها ولم تعرفها إلا مع كتابها “عارية إلا منك”.
وفي الختام، وجهت كلمة شكر لكل من أشعل في طريقها شمعة تنير العتمة، ليكون لها خطوة نحو مواصلة النجاح والعمل والتميز الذي تصبو إليه، وأن تكون كلماتها مفاتيح السلام والمحبة والحب بين الناس.