في حواره مع المعاتيق.. مؤسس دار نشر: الكتاب غريب في مجتمعنا.. والورقي يُفضّله الأغلبية

استضافت لجنة الكاظمية الثقافية بالملاحة يوم الجمعة 23 إبريل 2021 عبر منصة الإنستجرام، التربوي ومؤسس دار رؤى للنشر من مملكة البحرين أحمد عدنان العلوي في لقاء بعنوان “اليوم العالمي للكتاب والمؤلف.. صدى الكتب والكتاب”، للحديث حول الدار، والطفل القارئ والشباب القاري، وتحديات في زمن الكورونا.

وتحدث “العلوي” خلال اللقاء الذي أداره هاني المعاتيق، عن شغفه بالكتب منذ صغره، مشيرًا إلى أنه افتتح مكتبة إسلامية في ريعان شبابه وهو بعمر 19 عاماً.

وذكر أن فكرة افتتاح دار رؤى للنشر التي تأسست قبل سنتين تقريباً انبثقت عند بدايته في مركز رؤى للتدريب، وبعد تأليفه لعدة إصدارات تُعنى بالطفل، مؤكدًا أنه لامس مدى الإقبال وحاجة المجتمع لمثل هذه الإصدارات، ولطموحه بتوفر كتب وقصص تربوية هادفة في فترة شبابه.

وبيّن أنه قام بتأسيس دار النشر في البحرين لعدم وجود دور نشر تستهدف الأطفال لتنمية الذكاء العاطفي، لافتاً إلى أن “رؤى” هدفها تشجيع الأطفال والشباب على القراءة من السنة الأولى إلى السابعة عشرة، وإدخال الثقافة والفكر التربوي إلى كل بيت وعائلة وتنشيط الحركة الثقافية واستقطاب الأقلام الصاعدة وتقديم الفرص لهم.

وقال: “لقد تميّزنا بسرعة الانطلاقة والإقبال المتزايد
وهذا يجعلنا نستمر ونحقق رؤى وأهداف دار النشر المستقبلية، حيث قمنا بسد ثغرات لم تُسد من قبل والبحث عن الأفكار غير المكررة”، مضيفًا: “رغم المخاطرة باستقطاب كُتّاب ناشئين إلا أننا وفّقنا بذلك فدار النشر تُرحّب بجميع الكُتّاب من جميع الدول، وأصدرنا ما يقارب الـ200 إصدار خلال السنتين”.

وتابع قائلًا: “لدينا محددات كثيرة ومنها أن يكون طرحاً هادفاً ملتزماً تربوياً بعيداً عن أي إثارات سلبية قد تُسيء إلى شخصية الإنسان والطفل خاصة، ويجب أن يعزز سلوك الطفل ويحسّنه، ويساعد في بناء شخصية الطفل والشاب والمجتمع بشكل عام”، لافتاً إلى أن إصدارات دار رؤى غطت كل دول الخليج ولديهم طلبات من العراق ولبنان والأردن، ووصلت أيضاً إلى أستراليا ولندن وأمريكا وتركيا والدول الأوروبية.

ودعا الأسر إلى أن تكون قدوة لأبنائها وتشجّعهم على القراءة منذ صغرهم وتحفّزهم على ذلك دون إجبار وترك الحرية لهم باختيار ما يميلون له ويرغبون بقراءته وألا يفرضوا عليهم قراءة قصص كثيرة، مشيراً إلى أن الدار لا تحدد الفئة العمرية لكل إصدار، وتضع القصص في متناول جميع الأطفال، عقليتهم واستيعابهم وحجم التفجر الفكري مختلف

وأشار إلى أن دار النشر بصدد إصدار بعض الكتب التي تحتوي على اللغتين العربية والإنجليزية وترجمة بعضها للغة الإنجليزية والفرنسية، إضافةً إلى أن الدار لها إصدارات تعليمية ولتنمية مهارات التفكير وصعوبات التعليم وكتب لرياض الأطفال ونصوص شعرية وروايات تناسب الطفولة المتأخرة، مؤكدًا أنه لابُد من توفير الكتب التي تحاكي تجاربهم وطفولتهم وحاجاتهم.

وواصل حديثه قائلًا: “لقد بدأنا بالمشاركة في المعارض وإقامة الفعاليات والمسابقات التي تهدف إلى تحقيق رؤيتنا بتشجيع المجتمع على القراءة وخصوصًا الأطفال واليافعين، وأقمنا مسابقة الحكواتي الصغير وقدمنا جوائز لأفضل قارئ وتم طباعة الكتب وتوزيعها هدايا عليهم، إضافةً إلى إنشاء صالون ثقافي للأطفال ولكن بسبب جائحة كورونا توقف هذا المشروع”، مضيفًا أن من ضمن خطوط إنتاج دار النشر القصص الدينية.

واستطرد قائلاً: “يجب أن ندرس حاجة الناس وحل مشكلة معينة وتناولها في قصة أو رواية لتكون أقرب للقلب وتُجيب عن ما يحتاج إليه الطفل والمراهق وتنمي مداركه ومعارفه وتنمي ذكاءه وتطوره وتحترم فكره وتحمل رسالة”.

ولفت إلى وجود تقصير من جانب الكُتّاب والخطباء بكتابة القصص والكتب الدينية، مبيّنًا أن جميع الإصدارات قديمة، وأنه يتوجب على الخطباء أن يدعوا إلى القراءة والتزوّد بالمعرفة من خلال الكتب عند تقديم المحاضرات والخطب.

وأكد “العلوي” أن دار رؤى ليست مجرد دار تجارية تبحث عن الربح المادي بل تقدم الدعم والهدايا للأطفال والمسابقات والفعاليات وتشجع الأطفال والأهالي وتقدم إجابات عن الاستفسارات في مجال التربية والقراءة، موضحاً معايير واشتراطات طباعة الكتب في دار النشر

وعن مدى تأثير الكتاب الإلكتروني على الكتاب الورقي قال: “نحن لا نسعى لاحتكار المعرفة في الكتاب الورقي، ويُقال للشخص قارئ سواء في كتاب إلكتروني أو ورقي والهدف ليس الكتاب بحد ذاته فهو الوسيلة، ولكن لاتزال الأغلبية تُفضّل الكتاب الورقي”.

وبيّن “العلوي” أن الكتاب غريب في مجتمعنا، وسبقتنا مجتمعات أخرى للكتاب والرواية واهتمت بهما اهتمامًا كبيرًا، ولكن رواياتهم لا تحمل القيم والمبادئ التي نحملها، وعلينا أن نمتلك روايات وقصصًا تُمثّل قيمنا ومبادئنا.

وفي الختام، وجّه “العلوي” رسالة إلى المجتمع بدعم الحركة الثقافية والتأليف وخلق جيل قارئ وذلك يبدأ من الأسرة وجعل الكتاب رفيقًا وجزءًا من الحياة وأن نجده في كل مكان من حولنا بالمساجد والحدائق والمتنزهات والمؤسسات الاجتماعية، مؤكداً أن القراءة تنطلق من الحاجة وعند الشعور بأهميتها.



error: المحتوي محمي