عام قضيته عن بُعد، مع طلابي بمدرسة يوسف بن سلام، التي كنت فيها مكلفًا، لأعود إلى مدرسة الحسين بن علي في العام القادم، ولهم أقول: “لكل لقاء فراق، والحياة مجبولة على البعد المكاني، إلا أن القلوب، تتعلق بعضها ببعض، لتهطل النسمات على الوقت، عام مضى، كنا فيه، كالفراشات، تنتقل من زهرة لأخرى، تنهل من رحيق العلم والمعرفة رحيقًا عذبًا.
أحبتي، كلي رجاء منكم، أن تمنحوا أمثالي العذر، وبراءة الذمة عن أي تقصير بدر مني عن قصد، أو دون قصد، كنتم الأحبة إلى قلبي، كل الدقائق معكم، كانت من أجملها الدقائق في إحداثيات يومي، أمنياتي الخضراء لكم بالتوفيق والنجاح، وأن أراكم في أعلى المراتب، فكم أبصر فيكم الإبداع والتميز، والعشق إلى العلم والمعرفة، لا يصيبكم كلل ولا ملل، اجتهدوا في طلب العلم، فإن لكل مجتهد نصيبًا من الإبداع والتميز، كل ما عليكم أن تنقشوا الخطوة الأولى، وتستمروا، ليكن يا أحبتي في ذواتكم الأمل الشغوف، لتعانقوا خيوط الشمس، لتسعدوا آباءكم وأمهاتكم، وكل من يُحبكم، ويتمنى لكم الخير بالنجاح والتفوق، فإن أجمل الأشياء، التي نُقدمها لمن نحب، أن يكون النجاح وسامًا، نقلده إياهم.
أحبتي، لتنظروا إلى أمهاتكم، كم اجتهدن، كم بذلن الكثير، كم منحنكم الدفء، والحنان، لتكونوا في مقدمة المُبدعين، والمُتميزين، دائمًا، لتكن نبضاتهن، نبراسًا لكم، ومنهجًا، يجعلكم في قمة الاجتهاد.
وإلى الأمهات: شكرًا لكن، يا نبض النجاح، لم يخب ظننا فيكن، لقد أثبتُّن أن الأم، شريكة النجاح في كل الأشياء، وجودها، يُضفي على العمل رونقه، وإبداعه، شكرًا لكن، وإني لأبصر أن أبجدية الشكر أقل، للتواضع أمام جهودكن، ولكن ليس للحائر بتقدير الآخرين، والإشادة بما قدموه، سوى الأحرف، ليُعبر عن شكره وامتنانه.
ختامًا، أسألكن براءة الذمة، والعذر عن أي الأشياء، التي كانت من أمثالي، وكانت سببًا لدخول الإزعاج دنياكن، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق فلذات أكبادكن لكل خير، وأن يقر أعينكن بهم؛ قرة عين تكون بمثابة الغيمة الزرقاء تهطل مطرًا ليزدهر التُراب بالفل والياسمين.