آل إبراهيم: الواقع الاجتماعي للأسرة يعاني من الضياع

بين سماحة الشيخ صالح آل إبراهيم في حديثه عن الواقع الاجتماعي للأسر محلياً وخليجاً والعالم العربي بأنها تعاني حالة من الضياع والتيه على مستوى القيم والعادات والمبادئ والرؤية السليمة مما جعل الاقتداء بالأسر الغربية منهجاً لها، مطالبًا بضرورة وضع رؤية سليمة وفق مبادئ وقيم سليمة لتكون الموجه للأسرة وخارطة طريق لأفرادها.

جاء ذلك في محاضرته بمجلس السيدة رقية (ع) بتركيا، “مبادئ لتوجيه الأسرة وتعزيز تماسكها”، يوم أمس الخميس 13 رمضان 1438هـ، بحضور 40 سيدة.

وأشار سماحته في حديثه إلى عشرة من المبادى والإرشادات لتعزيز العلاقة بين أفراد الأسرة لتثبيت تماسكها، تعتبر بمثابة رؤية مستقبلية تقود الأسرة لاستقامة والديمومة، يعتمد على نهج أفرادها لمسار ونمط يحدد نجاحها، بما تملك من قيم ومبادئ تساعد على استقامة المسار الذي يدل على قوة الأسرة والعكس صحيح.

وأسهب خلال حديثه في شرح الإرشادات العشر بدءًا من أسرة مرجعيتها الإسلام، الأسرة كيان مقدس، لم نتزوج، أسرتي أولاً، المؤسسة لابد لها من قائد، معظم مشكلاتنا تبدأ منّا، إصلاح الأسرة يبدأ بإصلاح العلاقة مع الله، النجاح ثمرة العمل، بالإضافة إلى أن بناء الأسرة مسؤولية مشتركة بين الزوجين والأولاد، والتحصين من خلال التمكين.

وأوضح آل إبراهيم المكانة التي احتلتها الحياة الأسرية في الدين الإسلامي من منهجها القرآني، إذ نجد الآيات التي تحدثت عن الحياة الأسرية أكثر من العبادات وبصورة تفصيلية، والأحاديث كذلك اتخذت نفس المنهج مع التوسع في التوجيهات المقدمة التي تمتد إلى العلاقة مع الأبناء والأخوة ولما بعد الطلاق، مشددًا على أهمية الدين والخلق لما له من قيمة في استقرار العلاقة الأسرية.

وطالب بالنظر إلى الأسرة نظرة إكبار واحترام والذي من شأنه أن يحافظ عليها والعكس صحيح عند التنازل عنها تضيع الأسرة، على ضوء ذلك انتقد تدني قيمة الأسرة عند البعض والدليل أصبحت الاستهانة بهذه العلاقة واللجوء إلى الطلاق كأسهل الحلول وقد يصل إلى إقامة حفلات الطلاق.

وصحح القصد من القوامة بمعنى القيم على الشيء وليس السلطة والسيطرة بل العناية به، ومنح الله ذلك الرجل لتمتعه بخصائص تؤهله أكثر من المرأة، لافتًا بأن ذلك يتم إلا من خلال معرفة الأدوار لكل منهما وبصورة تكاملية، نابعة من معرفة القدسية للكيان الأسري والهدف الذي يسعى له.

وتميزت المحاضرة بتقديم الشيخ لاستشهادات نابعة من توجيهات قرآنية أو أحاديث أهل البيت (ع)، مع عرض نماذج واقعية من نتائج تجاربه في الإرشاد الأسري، جميعها تدعو إلى تحكيم الدين لهذه العلاقة المقدسة عند الله.


error: المحتوي محمي