وقعت عيناه صدفةً على سيارة خربة، وكأنها أنثى امتلأت تجاعيد صدئة بعد أن هرمت وشاخت، ولأنه فنان اعتاد أن يخلق الجمال من كل شيء حتى وإن كان مشوهًا، قرر أن يحول تجاعيدها إلى لوحة فنية، بل فاتنة شابة، تمتد ملامحها على وجه تلك السيارة، وما بين أزرق صافٍ، وأحمر قانٍ، وأسود حالك، بدأت تتضح معالم اللوحة.
الصدفة وحدها هي التي حركت الفنان التشكيلي السيد ضياء العلوي لتنفيذ تلك الفكرة، بعد أن رأى السيارة في الطريق الممتد بين نهاية بلدة القديح وبداية بلدة العوامية، فقرر أن تكون واجهتها عمله الفني القادم، فبدأ التنفيذ في نفس اليوم، وقد استغرق لإنجازها 3 أيام، مستخدمًا بخاخات وألوان أكريلك.
ووصف “العلوي” تلك الأوقات التي أنجز فيها لوحته الفنية بقوله: “ثلاثة أيام بلياليها، جهد، وتعب، وقلة نوم، كانت مصحوبة بعواصف وأتربة رملية، مع صوت نعيق الغرابان ونباح الكلاب”.
ورغم دقة اللوحة وجمالها، إلا أن السيد ضياء لم يقرر نقلها من مكانها لمكان آخر أكثر جذبًا للباحثين عن الفن، وحول السبب في ذلك قال لـ«القطيف اليوم»: “الفنان لا يحده مكان، فقد تشتعل فكرته من مكان يراه الآخرون خربة إلا أنه يجد فيه بيئة خصبة لولادة لوحة جديدة”.
وأضاف: “الفن دهشة وإبهار وليس مكانًا جميلًا فقط يجتذب الآخرين كسياح، من وجهة نظري كفنان فإنه في حال الانتهاء من لوحة فنية لا بد أن يرى المشاهد شيئًا جديدًا، ورغم أن الفن وظيفتي إلا أنني في أغلب أعمالي يحركني الإحساس، كما أن الأفكار تكون وليدة اللحظة وهذا ما يجعلني أشعر بالاستمتاع”.
عن الفنان
فنان تشكيلي ومصمم سنوغرافيا للمسرح والسينما والتلفزيون، يعمل في تلك المجالات على المستوى الخليجي والعربي.
حاصل على جوائز كثيرة محلية ودولية في مجالات عدة فنون مثل الديكور والأزياء والمكياج وغيرها، وأبرزها عام 2016 بأفضل مكياج مفاهيمي على مستوى الخليج العربي مكياج منتصف الليل.
فيديو