في محاضرة لـ التاروتي والغامدي.. مجهول يحوّل «التنمر الإلكتروني» واقعًا.. عبث وإغلاق صوت وتشويش ودخول بأسماء مختلفة

عاش مشرفا مسار الرعاية الاجتماعية بوحدة الخدمات الإرشادية بمكتب التعليم بمحافظة القطيف؛ عبد الإله التاروتي، ونبيل الغامدي، واقعًا حيًا لعنوان محاضرتهما الإرشادية “التنمر الإلكتروني.. دائرة الخطر”، حين تعرضا أثناء تقديم المحاضرة لمحاولة تنمر إلكتروني من شخص مجهول، جعلهما على مقربة وتماس من عنوان محاضرتهما دون رتوش، حين تفاجآ بمحاولة عابثة بإغلاق الصوت تارة وإصدار أصوات تارة أخرى، وتكرار دخوله بأسماء مختلفة حين تم طرده ومحاولة استبعاده من قبل الداعم الفني على المحاضرة المشرف صلاح آل مطر.

وتجاوز المحاضران ما حصل بتجاهله، كما عمدا لتوظيف تلك المحاولات كتطبيق عملي وميداني في إدارة المحاضرة، التي قدماها على منصة التييمز يوم الأربعاء 10 مارس 2021، واستهدفا من خلالها المرشدين والمعلمين وأولياء الأمور.

وبدأت المحاضرة بكلمة للمشرف نبيل الغامدي، أوضح فيها أن التنمر الإلكتروني مشكلة عالمية وليست محلية، كما أنها غير مرتبطة بشعب دون آخر أو لون أو جنس ولا غني ولا فقير، مؤكدًا أنها مشكلة عابرة للحدود الجغرافية، وأشار إلى أن تظافر الجهود المشتركة بين البيت والمدرسة والمجتمع من أهم آليات المواجهة التي يمكن من خلالها الحد من تداعياتها المختلفة.

وأدار دفة الحديث بعده المشرف عبدالإله التاروتي، واستهل حديثه بقوله: “في عالم أكثر اعتمادًا على الاتصال عبر الإنترنت، أصبحت ظاهرة التنمر الإلكتروني تشكل تهديدًا وخطورة أكبر، ومن المعروف أن ضحايا التنمر يمكن أن يكون لديهم مخاطر أعلى للمعاناة من المشكلات الصحية والاجتماعية والنفسية في الحاضر والمستقبل إن لم يجد ضحايا التنمر الإلكتروني الدعم والمعونة النفسية من الدوائر ذات العلاقة بهم”.

وعرّف التنمر بأنه سلوك عدواني متكرر يهدف إلى الإضرار بشخص آخر بشكل متعمّد، أما التنمر الإلكتروني فهو تنمر على استخدام المعلومات، وتقنيات الاتصال ووسائل التواصل الاجتماعي؛ من أجل تنفيذ تصرفات عدوانية وهجومية على الآخرين وأذيتهم وتجريحهم.

وذكر أن المتنمر الإلكتروني لقب يطلق على شخص أو عدة أشخاص يقومون من خلال الحساب الإلكتروني بإيذاء الضحية أو الضحايا من خلال عدة أساليب تنمرية إلكترونية؛ تشمل التخفي والقذف الإلكتروني، والمضايقات والمطاردة الإلكترونية، مضيفًا أن ضحية أو ضحايا التنمر الإلكتروني يتعرضون لذلك النوع من الأذى عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفصّل أساليب التنمر الإلكتروني، معرفًا التخفي باللجوء إلى أسماء مستعارة لحسابات وهمية بهدف التخفي وخداع الضحية واستدراجها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أما المضايقات الإلكترونية فهي تعرّض الضحية للمضايقات من خلال قيام أحد الحسابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالحشد ضد الضحية أو التحريض والإساءة أو المهاجمة بالفيروسات والبرامج الضارة أو الإرغام والاستغلال.

وأضاف أنه يعرف القذف الإلكتروني بأنه تعرض الضحية للسب من خلال التعليقات والرسائل البذيئة، واستلام الصور الإباحية وتشوية السمعه وتلفيق الصور والضغط للاستغلال الجنسي، أما المطاردة الإلكترونية فهي تعرض الضحية للإضرار من قبل المتنمر الإلكتروني من خلال حساب وهمي أو عدة حسابات لترصده وإجباره على التواصل والملاحقة بقصد الإذلال والترهيب والاستغلال.

واستعرض أشكال التنمر الإلكتروني، ومنها رسائل التهديد التي تصل من مصدر مجهول إلى البريد أو الحساب الشخصي في تطبيق ما، وتكرار الفعل، والتعليقات غير اللائقة اجتماعيًا وأخلاقيًا على صورة خاصة أو مقال أو فيديو منشور على الإنترنت وتداوله، والتصوير من غير علم الضحية ونشر صوره على وسائل التواصل بهدف إيذائه.

وتابع: “من أشكاله أيضًا نشر صور حقيقية أو معدلة يبدو فيها الضحية في وضع لا يرغب مشاهدته من قبل الآخرين، والتعدي على حقوق الملكية والفكرية وتخريب المعلومات وسوء استخدامها، والتجسس من خلال تطبيقات صممت بهدف اختراق الخصوصية، والدخول غير المصرح وغير القانوني للشبكات بهدف الإساءة للآخرين”.

وأوضح أن التحرش والابتزاز من خلال قنوات التواصل الإلكترونية المتعددة يعد واحدًا من أشكال ذلك التنمر، وكذلك الاتصال الهاتفي من طرف معروف أو مجهول يقوم بنشر شائعات عن الضحية بهدف الإضرار به وتشويه سمعته، وانتحال الشخصية ونشر مشاركات إلكترونية مختلفة تسيء للآخرين، والتحايل وتسريب معلومات لا يرغب الضحية مطلقًا في إطلاع أحد عليها.

واستعرض مؤشرات وأعراض التنمر الإلكتروني على الطفل، كالرغبة المفاجئة في التوقف عن استخدام الكمبيوتر أو الجوال، والشعور بالقلق عند تلقي رسالة فورية أو رسالة أو بريد إلكتروني، وإخفاء الجهاز عندما يقترب الآخرون ويتجنب النقاش عما يفعلون على أجهزتهم، أو أن يقوم الشخص فجأة بحذف حسابات التواصل الاجتماعي، وكذلك التراجع في المستوى الدراسي وعدم الرغبة في الدراسة، وتجنب المواقف الاجتماعية والانسحاب من التجمعات الأسرية والأصدقاء والشعور بالعزلة والانطواء.

وتناول التاروتي أسباب التنمر الإلكتروني، ومنها؛ الغيرة من الطرف الآخر (الضحية)، ومحاولة خروج المتنمر من إحباط وقع فيه، مبينًا أنه قد يكون المتنمر ضحية للتنمر من قبل شخص آخر، وكذلك محاولة المتنمر تغطية جانب الضعف لديه، وشعور المتنمر بالرغبة في السيطرة على الطرف الآخر.

وأضاف أن لتلك الأسباب التربية الخاطئة، وأيضًا عدم الوعي بثقافة الاختلاف في الرأي، وغياب دور المدرسة مشيرًا إلى أن إهمال أو تأجيل معالجة شكاوى الطلاب الواردة بخصوص حالات التنمر التي يتعرضون إليها يؤدي إلى زيادة حالات التنمر.

وعرض آليات الحماية من التنمر الإلكتروني؛ بعدم التجاوب مع المتنمرين أو الرد عليهم، والاحتفاظ بلقطة الشاشة كأدلة تثبت الاعتداء، وعدم نشر أي معلومات شخصية مثل الاسم أو العنوان أو رقم الهاتف، وحماية حسابات التواصل الاجتماعية بوضعها كحساب شخصي، وكذلك إلغاء خاصية نشر المواقع في كل مواقع التواصل الاجتماعية.

وحذّر من المشاركة في أي هاشتاق يغلب عليه كثرة الجدال واختلافات الرأي، والتورط في المناقشات الحادة أو التعليق على أي منشورات مهينة ومسيئة.



error: المحتوي محمي