يعد الصراخ أو العنف اللفظي من أساليب التربية الخاطئة مع الأطفال وله آثار سلبية تعد في معظم الأحيان أكثر من آثار الضرب، ففي الحديث المروي عن أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام ( الإفراط في الملامة يشب نيران اللجاج )
وقد أشارت ناني جو فروست (Nanny Jo Frost)، مقدمة برنامج سوبر ناني الإنجليزي والتي تحاول أن تساعد الأهالي على تربية أطفالهم بالطريقة الصحيحة وتحل مشاكلهم “أن الصراخ على الطفل وتوبيخه قد يسبب ضعفاً في التركيز مع ردود أفعال عدوانية جداً”.
كما يلغي الصراخ على الطفل أو العنف اللفظي لغة التواصل والتفاهم بين الوالدين والطفل الذي بدوره يدخل في حاله من الدفاع عن النفس والخوف مما يجعله يركز على الطرق التي تحميه من ردود أفعال غير محسوبه من والديه وفي المقابل لايبدي أي إهتمام بسلوكه الذي أثار هذا الصراخ وتسبب فيه .
ويؤكد د. مصطفى أبو سعد في كتابه ( استراتيجيات التربية الإيجابية ) على أن الصراخ يحدث مايسمى ( بالرابط السلبي ) لدى الطفل والذي يدوم مع الطفل طيلة حياته حيث أن أي صوت مرتفع يسمعه يعيد لديه تلك المشاعر السلبية التي استشعرها وهو طفل صغير .
ولنا في رسول الله أسوة حسنه فيذكر صلوات الله وسلامه عليه وعلى أهل بيته ( أقرب مايكون الشيطان إلى العبد المؤمن لحظة الغضب ) في إشاره إلى خطورة الأمر .
السؤال الجوهري الذي يهمنا كآباء وأمهات هو مالذي ينبغي أن نفعل لتجنب الصراخ في وجه الطفل؟
1- في لحظات التوتر والغضب، حاول الامتناع عن التكلم في أي موضوع، وعن قول أي شيء.
2- خذ مهلة لتهدئة نفسك وحاول أن تنتقل إلى غرفة أخرى أو مكان آخر حتى تهدأ.
3- خذ نفساً عميقاً واتبع تمارين الشهيق والزفير لمدة خمس دقائق لما في ذلك من فائدة في تهدئة الأعصاب.
4- لا تحاول أن تتذكر المشاكل السابقة التي قام بها طفلك مما يسبب لك تراكمات تدفعك إلى الغضب بشكل أكبر.
5- أبحث عن حل المشكلة لا التفكير بالمشكلة ذاتها.
6 – حاول أن تجد مبررات للسلوك الذي قام به الطفل حتى تستطيع استيعاب الأمر من جميع جوانبه وليس من وجهة نظرك فقط.
7- انظر للمرآه واطلق ( بحلوس السعادة) – كما عبر عنه أ. إبراهيم الشيخ في محاضرته تكنيكات إدارة الغضب – على نفسك لتغيير الحالة المزاجية التي أفرزتها الظروف الخارجية الضاغطة عليك
ختاماً نقول بأن الصراخ في كثير من الأحيان يعتبر دليل على الإفلاس الفكري للمربي تجاه طفله الذي مازال إنساناً يتشكل ويتعلم .
