من صفوى.. قريش: الملل بيئة خصبة للإبداع.. وحظر مواقع التواصل يساعد في إنجاح حمية التركيز

ذكر المدرب أحمد قريش أن هناك كمًّا هائلًا من الأشياء التي نصرف تركيزنا إليها، وكلما زادت الأمور التافهة التي تشد انتباهنا زادت صعوبة اختيار ما يجب التركيز عليه، لذلك يجب أن يكون الهدف الأول والأهم لاتباع حمية التركيز الحد من الملهيات التي نتعرض لها، كما أن الحمية الغذائية تبدأ بالحد من استهلاك الطعام، فحمية التركيز تبدأ بالحد من استهلاك المعلومات لافتاً إلى أن انتشار المعلومات الخاطئة يضر عقولنا ومشاعرنا ويتوجب إيجاد مصادر معلومات مغذّية وعلاقات صحية ثم تعزيز حياتنا بها.

جاء ذلك خلال الورشة التي قدمها قريش بعنوان “حمية التركيز” وذلك يوم الأربعاء 10 مارس 2021، عبر منصة زووم الإفتراضية.

وأكد أن أساس الحمية يكون بتقديم الجودة على الكمية وعلينا حصر تركيزنا على الأهم، مشيراً إلى خطوات حمية التركيز والتي تبدأ بتحديد المعلومات المغذّية والعلاقات الصحية والابتعاد عن المعلومات التافهة والعلاقات السطحية، إضافةً إلى تنمية عادات التركيز العميق والانتباه المطول.

وبيّن أن المعلومات التافهة تكون غير موثوقة وغير مفيدة، وهذه المعلومات مختصرة ومبهرجة وتحفز الشخص على إدمان الأنماط الاستهلاكية، بينما المعلومات المغذّية موثوقة ومفيدة وغالباً ما تكون مهمة حيث تؤثر عليك وعلى الآخرين، وهذه المعلومات طويلة المحتوى وتحليلية وتشجع على التفكير العميق المطول.

وتابع: “العلاقات السطحية تكون مع أشخاص أو مجموعة يتم التواصل معهم وجهاً لوجه وليس بينكم ثقة متبادلة ويقلقونك ويشعرونك بالاستياء من نفسك أو من العالم، بخلاف العلاقات الصحية التي تتواصل معهم وجهاً لوجه وبينكم ثقة متبادلة ويجعلونك تشعر بتحسن ويساعدونك على النمو.

ولفت قريش إلى أن تطبيق حمية التركيز سيكون صعباً وعلينا الاجتهاد لحصر التركيز على ما يضيف لحياتنا قيمة، قائلًا: “يجب تنظيف وسائل التواصل الاجتماعي بتطبيق قانون “إما نعم أو لا” على كل علاقاتك في وسائل التواصل الاجتماعي ومراجعة قوائم الأصدقاء والمتابعين واسأل نفسك: هل تواصل مع هذا الشخص؟ أو هل هذه المجموعة تضيف قيمة لحياتي؟ وهل ساعدني هذا الشخص أو هذه المجموعة في التغلب على الخوف والقلق أو على الانهيار؟ وفي حال لم تكن الإجابات نعم بالتأكيد، إذاً فأنت بحاجة إلى إلغاء الصداقة أو المتابعة”.

وواصل: “الغِ متابعة جميع وسائل الأخبار والإعلام التي تُكتب لجذب الانتباه وتفتقر للمحتوى الجيد ودقته وتثير الغضب، وكذلك قم بإلغاء تثبيت التطبيقات التي تشعر بعدم جدواها واختيار مصادر جيدة للمعلومات والعلاقات والأحداث الراهنة، ويجب أن يكون المحتوى المطول مصدرك الأساسي للأخبار للجزء الأكبر من المحتوى الترفيهي الذي تستمتع به، فالمحتوى المطول يجعلك تتوسع في البحث أكثر وتفكر بعمق ويصقل التركيز ويعود على متابعة المواضيع لفترات طويلة ويساعدنا بعدم الوقوع فريسة لاستجابة فورية غير محسوبة ومتسرعة”.

ونوه بضرورة جدولة تحولك باتباع قواعد أساسية والالتزام بها كإرسال البريد الإلكتروني مرتين باليوم وقضاء ثلاثين دقيقة يومياً على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي وتخصيص أوقات محددة للترفيه والمتعة، وترك الهاتف خارج المكتب نهاراً وخارج غرفة النوم ليلاً، مؤكداً على ضرورة حاجتنا إلى وضع حدود من حولنا كي نستطيع تقييد أنفسنا بمساعدة أدوات مختلفة للتأكد من أننا نركز على الأشياء الصحيحة كحظر المواقع، وحظر التطبيقات، ومؤقتات منفذ الطاقة وتعطيل معظم أو كل الإشعارات في الهاتف.

واختتم “قريش” الورشة قائلاً: “إن كل ما نشاهده من زخم الإبداع والإنتاج هو نتاج الأفكار التي يحتال بها الشخص للتخلص من الملل، فالملل بيئة خصبة للإبداعات الرائعة باتباع حمية التركيز على العادات الصحية بتنظيم كل شيء بحياتنا وعدم الخوف من فوات الأشياء، داعياً لتطبيق ذلك ورؤية النتائج التي وصلت لها”.



error: المحتوي محمي