اليتيمة..

توقعوا قبل الأمس سُحُبَا ماطرة راعدة؛ فما نالني منها إلا قطرة وحيدة على صفحة وجهي..

سَحائبٌ ماطرةٌ راعدة
جَادَت لنا بقطرةٍ واحدة !

في قلعةِ الخطِّ أتى بُشْرُها
على جبيني انحدرت سَاجدة..

فانتعشت نفسيَّ من لُطفها
كأنها نسرينةٌ راقدة..

وعانقتها دمعةٌ غضةٌ
كانت لها راصدةً شاهدة..

تَعانَقََ العذبُ وملحُ البكا
فلتطربي أيتها الباردة..

قُلتُ لها شُكراً..!  فأنت التي
جَددتِ آمالاً لنا واعدة..

أمُّكِ جادتْ بكِ هذا المَسا
فالشكرُ موصولٌ إلى الوالدة..

لعلها خجلى فلم تُسْقِنا
وفي غدٍ تأتي لنا عائدة..

ليتَكِ قد قُلتِ لها أننا
نتوقُ للأنداء يا ماجدة..

نُراقبُ الأنواءَ طُولَ الشِتا
ونرتجي الغيث بلا فائدة..

ونحمد الله على فضله..
آلاؤه أقلّها زائدة..

فالتمعت من خجلٍ زانها
واشرقت كالدرّةِ الفاردة..

قالت جزاك الله من شاكرٍ
غداً تجود المُزُنُ  الراكدة..

السيل في أوله قطرةٌ
تلك لعمري حكمةٌ خَالِدَة..

من يتق الله يجد مخرجا
موائد اللهِ لهُ واردة..

والمؤمن الخالص لا يرتضي
اﻻّ بنيلِ الهممِ الصَاعدة..

قلتُ لها حَسبُكِ يا ٱية
أدركتُ منها العِبرَةَ الرائِدَة..


الفاردة هنا بمعنى المتفردة.
المُزُن:  السحب
ٱلاؤه:  نعماؤه ونعمه..
العبرة:  العظة.
حسبك: كفاك/ يكفي



error: المحتوي محمي