نجعل من عقولنا حَكَمًا دون هوانا وعاطفتنا، أو صداقة ونسبًا مبعدين العداوة والطبقية والفوارق البينية متى تعاملنا. ولنعلم أن مِن ورائنا ثلاثة [مغالٍ. وقال. ومنصف].
المُغالي: الواجب يُعطى كل مكانته المستحقة دون زيادة فيها أو نقصان “هذا الأصل في التعامل”. ولكن للأسف البعض لأسباب إرضائية لوجاهة شخصية، للمصلحة لأسباب أخرى لإبراز من نحب للمفاخرة وتنقيص من نكره نكيل المديح المفرط دون استحقاق “لزيد” لأنه ولأنه كل شيء فيه حسن والقبيح فيمن سواه. عالم نرفع مكانته العلمية درجات نقول علاّمة ثم آية إلى أن نقلده ألمرجعية كأننا في سوق مزاد ونحن نعلم واقعه خلاف ذلك إن كنت جاهله “دع تقييمه للمختصين الصادقين المخلصين” لا تبع دينك لمصالح غيرك ولكن المثل الدارج {حب أو قول} بعضنا له مكانته الاجتماعية يُوصف بالصدق والأمانة ثقة يُؤخذ بقوله ويُعتمد يجب أن يتحرى الدقة فيما يقول وينقل ويمحص مَن قِيلت فيه خصوصًا ما يتعلق بالدِين وحقوق الآخرين، يبعد عن المزايدات التي تخرجه عن الحق مازاد أو نقص تزوير وظلم في الحالتين. الشريف العاقل والعالم حقًا لا يرضيه أن يُرفع أكثر مما هو بل ولا نعته بمكانته الحقيقية يقبل بالأقل منها. وأنت بطريقتك تقلله وتجعله مسبة بين الأنام من حيث لا تشعر، المجتمع يتساءل فتنكشف حقيقته وتقل قيمته. وتظهر ما ستر فيه من عيوب. بمعنى؛ تضره لا تنفعه وتهوي به لا ترفعه.
القالي: هو عكس مَن سبق لا يُعطي الاستحقاق لمن يحمل المبادئ والقيم وينال منه باطلًا ربما لموقف سلبي بينهما أو مع أقاربه من سنين أو لحسد وحقد دفينين يصب جم غضبه على القبيلة بأكملها. أو يضايق بروزه لأنه من العائلة الفلانية في نظره ذميم ويرى نفسه المتعالي وكأنه قالع باب خير وأبوه قاتل مرحب وجده لم يعص الله طرفة عين.
كيف تكون لذاك أفضلية عليه. وقد يتعدى “المؤمن المتجنب للغيبة والنميمة العارف قيمة الإنسانية لا يفعل أفاعيله” يقول في “عمرو” ما ليس فيه وما هو بعيد منه وعنه. مجرد وجود سلوك سيئ واحد وقد تاب منه. لكن يأتي مَن يجمع له كل السلبيات تطوعًا منه وبهتانًا حتى يصفه بالعهر وينال من عرضه وإن رآه ملتزمًا قال هذا نفاق كأنه اطلع على ما بداخله. ومتى أعياه ذلك تصفح تاريخه من قرون وخرج ولو كذبًا وقال جده فيه وقيل عن إحدى جداته ما قيل. لماذا؟.
القول الشعبي {ابغض أو قول} عالم متواضع في لباسه المعتاد طيب النفس مُلِئ إيمانًا خطيبًا مساعدًا للضعفاء مع المعرفة بمستواه العلمي الراقي لا يُعطى حقه مقابل من توشح باللباس المميز، أو من عائلة آل (….) وهو لا يساوي شيئًا! يُكن الاحترام والتقدير له ويترك ذاك، لماذا؟ “إياك أن تكون ظالمًا أو أحمق” أعطِ كل ذي حق حقه. ولا تقل في غيرك ما تكره أن يُقال فيك وعنك أو فيمن تحب. نتقي الله في أنفسنا ومجتمعنا. المُنصف: وهم “قلة”، المنصفون مع من وافقهم أو خالفهم، الإيمان غشاهم والضمير أحياهم والخوف من الله أهداهم لا يبالغون أن أطروا محبيهم ولا ينالون من مبغضيهم وإن ذُكروا بمحضرهم نصفوهم لا يعرف من حضر مجلسهم إنْ كان بينهم وبين من عُني خير أو شر لو تُعرِضَ لمن اختلفوا معه منعوا النيل منه. ولا بأس أن أذكر هنا ما نقله لي والدي -رحمه الله- عن رجلٍ من القديح توفي منذ عقود -رحمه الله- اسمه《جواد الشيخ – أعرف من أولاده عبدالله وسعيد》لا يرضى بالغيبة أو النميمة إطلاقًا! ويُسكت مَن يقول وإن كانت تعني مُخالفه أو مَن تعرض له بسوء. هكذا هم المؤمنون الخيرون حقًا أين نحن منهم؟!
والخلاصة نقول لا إفراط ولا تفريط علينا مسلك طريق الوسطية فإنه أمر بين أمرين وأفضل الخيارين.