دعونا من وجع الرأس والكلام في القتل والدماء ومشاكل الطلاق ونتندر عن بعض المواقف مع الأغنياء، الأعمال التطوعية غير الربحية أصبح لها صدى قوي يخدم المجتمع وخصوصًا أن تكون خالصة لوجه الله من تقديم مساعدة إلى المحتاجين وليس المحتاج للمال فقط فربما الاحتياج يتوسع إلى الكلمة الطيبة أو العلم المعرفي والدعم المعنوي.
فحكاياتي ليست من حبك الخيال العلمي مثل ما يتحفنا به “أ. حسن الخاطر” إنما عاصرتها واقعيًا مع أحد الأغنياء حيث قررت عمل أيقونة جميلة من العمل التطوعي في تعزيز المعرفة للساحة العلمية، وأن تكون المشاركة عملًا تطوعيًا لوجه الله بعيدًا عن عوار القلب في السياسة والمواضيع الحساسة في المجتمع حيث إن السياسة والمواضيع الاجتماعية الحساسة العزف على أوتارها لربما يطرش الأذن ويجعلك ترقص مثل البطة، الابتعاد عنها يريح القلب.
العمل التطوعي يحتاج إلى يد بيضاء في الدعم المالي والمعنوي، توجهت إلى أحد الأغنياء البطرانين ما يملك من أموال قارون (زاده الله نعمة وخيرًا) في دعم العمل الاجتماعي، كنت أتوقع سوف يكون هذا الشخص صاحب النعمة مثل الفانوس السحري، شبيك لبيك اطلب ما تريد فعلى الفور سوف يكون طلبك جاهزًا من خلال الاستقبال من الملياردير ….أقلا من الذوق أن يخبرني ماذا تشرب ماء أو شاهي؟ مع الأسف لم يقدم حتى الماء! بعدها وضّحت له منهجية العمل التطوعي وطلبت منه التبرع بـ(خمسين ريالًا) في دعم العمل التطوعي للمجتمع، حين سمع المطلب خرجت عيناه مترًا من الوجه ويبلع ريق بلعومه كأنه شوك وقف في حلقه، وأخذ يتفحص ملامحي ويرى ما تحت أظافري ويقيس طول أكمام ثيابي من نظراته على الرغم من أن الشخص يعرفني.
بعدها عرفت هذا الشخص كريمًا وسخيًا من وجهاء البلد تشكيلي مثل الشخصيات التي ترسمها ابنتي “فاطمة” في كراسة الرسم، فقمت على الفور من عنده وأساسر نفسي هذا الشخص لن يتبرع بخمسين ريالًا إلا إذا كان في حالة فقدان وعي.
في الضفة الأخرى توجهت إلى أحد المستورين؛ من يستطيع تأمين قوت يومه.. رزقه يعتمد على البيع اليومي يكفي في تلبية احتياجاته اليومية من دون إيداع مبالغ في حصالة البنوك مثل أخينا البطران، قبل فتح الموضوع المقصود قدم لي القهوة وكل شيء تجود به النفس في الضيافة، فتحنا الموضوع فقلت له: يوجد عمل تطوعي ويحتاج إلى دعم معنوي ومالي، هل في الإمكان الدعم منكم.
فقال لي: أنت أبو عبدالله تحك الفانوس السحري شبيك لبيك أؤمر تدلل، جميع الأمور المالية للعمل الاجتماعي التطوعي احسبه من جهتي، فلربما كامل رزقه اليومي سوف يتبرع به.
هذا الموقف وضّح لي بعض أصحاب الأموال ممن نسمي الواحد منهم مليونيرًا من وجهاء البلد الذين يعيشون في سجن البخل والحرص ويستبدلون بخل النفس بمفردات رجل اقتصادي أو مدبر بينما هو شخص بخيل. أما بعض الأشخاص متوسطي الدخل فيعيشون في حرية الكرم والسخاء من العطاء، فالشخص وجيه من احترام نفسه واحترام الناس.. ترى لو كان الجاحظ موجودًا إلى عام 2021 أين يصنف هذا البطران من البخلاء الذين تندر بهم؟!