في أسبوع الموهبة الخليجي.. التاروتي يحذر من الأفكار غير العقلانية ومصاحبة كثيري الشكوى

وجّه مشرف وحدة الخدمات الإرشادية بمكتب تعليم القطيف عبدالإله حبلان التاروتي عدة تساؤلات عن عوامل الثقة بالنفس.

ودارت هذه التساؤلات حول: إلى أي حد أثق بنفسي؟ هل ثقتي بنفسي حقيقية أم أنني أتظاهر بالثقة بالنفس لأخفي خوفي الدفين؟ وهل سأبتسم أكثر وأتطلع لكل يوم جديد بترقب أعظم؟ وكم مرة شعرت أنني غير كُفء وقلق من أنني لا أملك القوة أو الطاقة أو الذكاء لمواجهة مختلف ظروف الحياة وأزمانها؟

وبيّن التاروتي كيفية التغلب على سيطرة الأفكار غير العقلانية، خلال محاضرته العلمية الأولى “الثقة بالنفس الطاقة الفاعلة” التي نظمتها مدرسة القطيف المتوسطة، بمناسبة فعاليات أسبوع الموهبة الخليجي، بتنسيق وإعداد معلم الموهوبين محمد حسن البحر، وإشراف رئيس وحدة الموهوبين بمكتب تعليم القطيف علي محمد الغامدي، وبمتابعة قائد المدرسة حسين علي العوامي، في الفترة من 16-18 رجب 1442، عبر منصة زووم والتيمز.

وذكر أن الثقة بالنفس تتكون عندما يثق الإنسان في قدراته وصفاته وفي تقييمه للأمور، مؤكدًا على الشخص أن يحترم ذاته ويقدرها ويحبها ولا يؤذيها، ويثق بقدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة.

وحذّر الأشخاص الذين يبحثون عن الحب من جميع من حولهم والذين يسعون إلى أن يكونوا أصحاب إنجاز متميز وتام لا نقص فيه وكذلك الذين يعتقدون بوجوب معاملة الأشخاص المهمين بالنسبة لهم بلطف ومحبة ومراعاة مشاعرهم ولا يعرضونهم للإحباط، مؤكدًا أن هذه الأفكار تؤدي للهلع والقلق والاكتئاب.

وتناول “التاروتي” أهم إستراتيجيات الثقة بالنفس والتي تتضمن الإدراك الإيجابي، والتوكل على الله، والتخلص من المؤثرات السلبية، إضافةً إلى المقارنة الناجحة وتحديد الأهداف ومكافأة النفس، واتخاذ قدوة حسنة مع التركيز على المهارات التي يمتلكها الفرد، مؤكدًا أن الثقة بالنفس مهمة لكل شخص فهي الداعم الذي يعطيه إحساسًا بالارتياح حال النجاح أو الفشل وأن الواثق بنفسه وقدراته يظل لديه الأمل في أن ينجح يومًا ما ويتفوق كما أنها مهمة لتحقيق التوافق النفسي.

وأشار إلى أن الثقة بالنفس مهمة في استمرار اكتساب الخبرة والنجاح في العمل وحب الآخرين ومواجهة الصعاب والمشكلات، لافتًا إلى أن من فوائد الثقة بالنفس أن تشعر الشخص أن حياة كل شخص متميزة عن سواها وذات خصائص فردية فذة وتساعده على اكتشاف نقاط الضعف والقوة لتدفعه إلى الانطلاق.

وبيّن أن الطلبة غير الواثقين بأنفسهم يكونون فريسة سهلة لعملية التنمر ضدهم، لعدم مقدرتهم على تحقيق ذاتهم، مُقارنًا بين الثقة بالنفس والغرور وسمات الواثق بنفسه وغير الواثق.

وتطرق إلى أساليب تنمية الثقة بالنفس لدى الأبناء، ومنها؛ التشجيع وإسناد بعض المسؤوليات لهم وتعويدهم على تحمل المسؤولية، مشيرًا إلى أسباب ومعوقات الثقة بالنفس من معوقات صحية ووجدانية وعقلية واقتصادية واجتماعية.

وأكد على أن الحديث إلى النفس بشكل إيجابي واللطف مع النفس وتدوين الأفكار السلبية بمفكرة وتوجيه سؤال للنفس مفاده؛ متى بدأت لأول مرة؟ مع التركيز على العيش في اللحظة الراهنة بدلًا من التركيز على الماضي وسلبياته ودعم النفس برسالة إيجابية كل يوم من المهارات التي تُساعد في تنمية الثقة بالنفس

واختتم “التاروتي” المحاضرة بذكر قواعد الثقة بالنفس بالصورة الذاتية وتقدير الذات وأيضًا زيادة المعارف والتواصل مع الآخرين والتفاعل الاجتماعي، محذرًا من مصاحبة كثيري الشكوى والتذمر وعديمي التفاؤل ووجه باختيار نموذج مناسب في الحياة دون تقليد أعمى لتحقيق النجاح والتميز.



error: المحتوي محمي