رَأَيْتُك مَاشِيًا والعكاز بِيَدِك يَرْجُفُ
وَالدَّهْر فَوْق ظَهْرِك إِحَنًا مِنْك كَتِفُ
فَمَا بَقِىَ مِنْ الْعُمْرِ شَيْءٌ
سِوَى الْوَحْدَةِ مَا بَيْنَ جِدَار وَسَقْفُ
وَمَضَت الْأَيَّام بِالْعُمُر مُسْرِعَه
وَبَرْد اللَّيَالِي الْقَاسِيَة بِالْعِظَام يَعْصِفُ
أَيْن الْأَوْلَاد وَأَيْن الْأَهْل
أَيْن الْخُلَّان ، لِمَاذَا جَمِيعِهِم انْصَرَفُ
وَبَقِيَت وَحِيدًا حَائِرًا تَبْكِي
فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ ، لَا نَجْمًا بِهَا يُضِفُ
فَتَارَة قَلْبِك لَهُم يَحِن
وَتَارَة أَرَاك عَنْ لِقَائِهِمْ تَعَفَّفُ
كَم أمنيات بِقَلْبِك مَرَّت
لَمْ تَتْرُكْ سِوَى الْحَسْرَة وَالْأَسَفُ
هَكَذَا الدُّنْيَا تَأْتِيَك دَوَالَيْك
لاَبُدّ يَوْمًا مِنْ مَرَارَتَهَا تَرَشَّفُ
وَاحْذَرْ أَنْ هرمت مِنْك الْأَعْضَاء
واحسست أَن جَسَدِك أَصابَهُ ضَعْفُ
وَاعْلَمْ أَنَّ الْحَيَاةَ قَصِيرَة
لَوْ طَالَ بِكَ الْعُمُرِ لَا تَأْمَنْ الْحَتْفُ