كثيرة هي المواقف التي نعيشها في حياتنا وجميع مناسباتنا بين المفرح منها والمحزن والتي تؤثر في النفس. فعندما نفقد شخصًا عزيزًا علينا يصيبنا شعور مؤلم بأشكال وأصناف متعددة فترانا ثكلى بفراق من نحب حيث يتولد لدينا غالبًا الشعور بالغربة والبعد عن المجتمع وعدم الرغبة في مخالطة من حولنا وهي حالة الشعور التي تصيب أيضًا بعض كبار السن أو من يعيش حالة البطالة أو الأفراد الذين يقضون جل وقتهم في استخدام العالم الافتراضي (الإنترت) الاستخدام السلبي حيث يكتفي الشخص بالتواصل عبر الفضاء الإلكتروني بعيدًا عن التواصل الحقيقي في تبادل المشاعر بالزيارات واللقاءات وجهًا لوجه أو حتى الاتصال المباشر، مما يؤدي إلى اعتقادهم بأنهم معزولون عن المجتمع ويعيشون الغربة مع البقية التي من حولهم في بيئة العمل أو مع الأقارب لعدم وجود انسجام أو اندماج مع من حولهم بظنهم أن لا أحد يقدر أفعالهم وأعمالهم ولا يسمع قولهم ولا حديثهم
لأنهم قاموا ببناء عالمهم الافتراضي بطريقتهم السلبية مما أدى إلى انعزالهم والبعد عن المجتمع، فهل فكر هولاء في من هو السبب في عزلتهم؟ فهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون يرتكبون ظلمًا تجاه ذواتهم قبل مجتمعهم! فهل من علاج لهذه العزله أو الغربة؟
في الجانب الآخر، هناك مجتمع منفتح على بعضه البعض يعيش الحياة بجميع أشكالها حلوها ومرها، نجاحها وفشلها مهما قست عليهم الظروف، فهم يرون في نجاحهم تقدمًا وازدهارًا وفي فشلهم محطات للخبرة والموعظة والدروس للانطلاق من جديد نحو النجاح، كل هذا يمنحنا طاقة إيجابية تساهم في تعزيز ذواتنا وعدم الشعور بالغربة ومن ثم الاندماج في المجتمع وتأصيل الشعور بأننا لسنا وحيدين في هذه الحياة فكل من حولنا هم أهلنا، وأقاربنا، وجيراننا وزملاؤنا في العمل.
أبناء مجتمعنا يسعون للتكامل مع بعضهم البعض في كل مناشط الحياة وإن ارتباطنا الحقيقي بهم يعني تعلقنا ببعض وشعورنا بالانتماء لهم مهما تكن نسبة ذلك الشعور لدينا، فالنتيجة أننا كسبنا مودة وعلاقة ناجحة مع الآخرين من خلال التفاعل مع قضايا المجتمع بجميع أطيافه وانصهرنا فيه فتحققت قيمة ذواتنا في المجتمع الذي نحن جزء منه متجاوزين جميع الظروف السلبية المحيطة بنا وساعين لتحقيق التكيف الاجتماعي، كل حسب طريقته ونهجه في هذه الحياة حتى نستشعر ونعيش السعادة والراحة والاستقرار في حياتنا مع من حولنا.