وأنا أريد الجمعة كذلك..

يوم الجمعة جعله الله يوم ضيافة وعيد يستضيف فيه عباده الصالحين ويفتح الباب لكل قاصد يطرق باب الإله الرحيم الرؤوف بعد أن يئس من طرق أبواب البشر والرجوع منهم بالخيبة.

ونحن على وجه هذه الدنيا نستشعر أن يوم الجمعة يوم القرب الذي قد يكون اليوم الذي نعتذر فيه لله عن انشغالنا عنه باقي الأسبوع لنقضي بعض الوقت تحت ساحة قربه، حيث هو المنان علينا بتفضله إنّ قربنا إليه ودعانا لدعائه وجذبنا لساحة مناجاته حتى لو كان يعلم مقدار جحودنا وأننا سنعود للغفلة عنه وعن ذكره لنعود بالجمعة التالية لنستجدي طعم غفرانه ورحمته وأنس ذكره وذكر أحبته محمد وآله (ع).

عظمة هذا اليوم وبركته تتجاوز قانون الـ 24 ساعة المخصصة لكل يوم فهي تتسع لتبدأ من مساء الخميس التي هي ليلة الجمعة ويمتد ليوم الجمعة ومسائه حيث ليلة السبت.

وما أجمل أن يكون آخر يوم في حياتنا هو يوم جمعة أو ليلة جمعة لنفِد على دار الكريم بيوم ضيافته، لعل بركة يومه تُغضي الطرف عما نحمل على ظهورنا.

فرواية مولانا الباقر (ع) خير مورد تجعل هذا اليوم وبركته أمنية آخر الأنفاس، حيث قال: “من مات ليلة الجمعة كتب له براءة من النار، ومن مات يوم الجمعة أعتق من النار”.

وقال أيضًا بلغني أن النبي (ص) قال: “من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة رفع عنه عذاب القبر”.

وكم نردد هنيئًا لمن يكون اختيار تاريخ المنية لهم يوم الجمعة ونقول “عليهم بالعافية”، كان لدينا الخيار لاخترنا أن يكون آخر يوم في عمرنا، ولكن هو اختيار من الله يهبه لمن يشاء من عباده الصالحين.

الأمس فقط كنا نتحدث مع والدي عن اختيار وضع الموت، ففضل والدي أن يموت عطشانًا صائمًا قبل أن يفطر، وكم أثر بي اختياره وضع العطش ولعله أراد به ذكر العطشان بكربلاء.

نحن قد نختار ونتمنى ولا نعلم بذاك اليوم – إن كان قريبًا أو بعيدًا – أين نموت وبأي وضع وحالة.

فقد نكون بأقصى الأرض حيث لا أهل بجانبنا ساعة الموت لنتذكر غربة الغرباء من آل بيت محمد (ص)، وقد نكون على فراش المرض يرافقنا بآلامه وغصصه كل حين كي يطهرنا من الذنوب رحمة بنا من عذاب الآخرة، وقد نكون على أهبة الاستعداد لكل شيء إلا الموت.

لن أقول قد نغفل لأننا غافلون بالفعل وأجراس الموت تدق كل يوم ومع كل خبر للوفاة بالقرب منا لتخبرنا أن الموت لديه كل الناس سواء فلا فرق بين جنين ورضيع، صغير وكبير، شاب وشيبة، رجل أو امرأة، عالم أم جاهل، وجيه أم وضيع، فقير كان أم غني، كلنا عند الموت سواء وكلنا عند الموت نحتاج دعاء أن تكون خاتمتنا إلى خير وعاقبتنا الجنة مع محمد وآله (ص).

وأجمل رحيل أن ترحل من الدنيا وأنت خادم يتذكرون الناس فنون خدمتك لسادات الورى فيختار الله يوم الجمعة للاجتماع مع سادتك، فرحمة الله على ابنة عمي خادمة الإمام الحسين (ع) أمل البدن التي توفاها الله اليوم الجمعة على السرير الأبيض ورحم الله من أهدى لروحها الطيبة ثواب المباركة الفاتحة.



error: المحتوي محمي