دعا المدرب الدولي تركي العجيان لتضمين الميثاق الزوجي في عقود الزواج، وذلك في أمسية مجانية نظمها الهاتف الاستشاري بأم الحمام عبر تطبيقي إنستقرام وزوم، مساء الثلاثاء 4 رجب 1442 الموافق 16 فبراير 2021.
وشبّه العجيان العلاقة الزوجية بالموج إن استطاع الإنسان أن يتجاوزه إلى بر الأمان فسينعم بعلاقة زوجية متناغمة، وإلا فإن مصير تلك العلاقة قد يكون غامضاً.
وأكد أن الميثاق الزوجي يمثل أحد الأركان الأساسية للهندسة الزوجية والتي تتكون من ثلاثة أركان هي: الميثاق، والوعي، والجاذبية.
وأبدى قلقه من ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع، ملفتاً الانتباه إلى أن بعض الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن نسبة الطلاق بلغت 53% في بعض الفترات مما ينذر بالخطر الذي تواجهه العلاقات الزوجية اليوم.
واستعرض العجيان فلاشات زوجية مبدياً رأيه تجاهها، وقد بدى مستنكراً لمن يقول بأن الزواج يبدأ بالحب وينتهي بالمشاكل، مؤكداً أن الحب الحقيقي إذا تحقق لا ينتهي أبداً.
ونوه بأن حل المشاكل الزوجية يختلف من علاقة لأخرى، فما يريده كل رجل ليس كما يريده غيره، وما تريده كل امرأة مختلف عما تريدة غيرها أيضاً.
وأوضح أن العلاقة الزوجية لا يتم إصلاحها من طرف واحد فقط وإنما لابد من تفاعل الطرفين معاً، كما أن الخلل في العلاقة الزوجية لا يعني بالضرورة وجود خلل لدى الزوجين.
وفي محور آخر من المحاضرة، أشار إلى أن عبارة (ميثاقاً غليظاً) وردت ثلاث مرات في القرآن الكريم وواحدة منها ترتبط بالعلاقة الزوجية مما يؤكد عظمة هذه العلاقة وقدسيتها.
وأكد العجيان أن الحديث عن العلاقة الزوجية ينبغي أن يتجاوز حدود الواجبات والحقوق ليترقي منها إلى المسؤوليات التي تتضمن أفقاً أوسع؛ ومن هنا يقول: “انبثقت فكرة بلورة الميثاق الزوجي، والذي يتضمن مجموعة من المسؤوليات الشخصية مستقاة من هدي القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، وسيرة أهل البيت (ع)، والتي إذا التزم بها الزوجان معاً فإنهما سينعمان بعلاقة زوجة هادئة ومستقرة تستعصي على الانهيار”.
وقسم الميثاق الزوجي إلى ثلاثة أقسام: مسؤوليات الزوج، ومسؤوليات الزوجة، ومسؤوليات متبادلة، مؤكداً أن المسؤوليات الشخصية للزوج يمكنه القيام بها بغض النظر عن قيام الزوجة بدورها أم لا، في حين أن مسؤوليات الزوجة تتطلب أداء الزوج لمسؤولياته أولاً.
وبالنسبة للمسؤوليات المتبادلة أكد أنها مطلوبة من الزوجين معاً كما أنه لا غنى لأحدهما عن الآخر فيها، مضيفاً أن هذه المسؤوليات تصنع مائزاً حقيقياً للعلاقة الزوجية عن غيرها.
واستعرض للمشاركين الميثاق الزوجي راجياً أن تكون هذه الأمسية بوابة لعبور هذا الميثاق للساحة الاجتماعية وأن يحظى بالتجاوب من أفراد المجتمع بأن يكون وثيقة رسمية وشرطًا أساسيًا لعقد الزواج، مؤكداً أنه بذلك يمكن المحافظة على ديمومة العلاقة الزوجية وضمان استمراريتها.
وختم العجيان أمسيته بتوجيه رسالة للمتزوجين بضرورة أن تكون لغة الخطاب بين الزوجين ليست كأي لغة أخرى، وإنما ينبغي أن تسودها الرقة والهدوء، فبلسم العلاقة الزوجية يكمن في الكلمات الرقيقة.