كن وحدك، واهجر الليل والنهار
كن وحدك، بين الماء والنار
واترك كل ما حولك للفناء، كن وحدك
أطفئ ضوء الذكريات من رأسك
حتى لا تطير من عينيك الأسرار
وأخرج بقايا الهواء من رئتيك، وانتظر
انتظر حتى لا يموت الهواء، وحدك انتظر
اترك ظِل وحدتك الطويل خلفك ينهار
وأشعل شمعة النسيان لكي تذوب معها الأقدار
قف على جراحات قلبك بلا مبالاة
وامسح الدمع الجسور من عين الحياة
ابقَ وحدك، وترقب عودة الروح لجسدك!
لكي تحيا مرة أخرى مع وحدتك الباردة
فلا تشتعل كالكبريت، فما أسرع أن تنطفئ
ولا تعلو كالموج، فسرعان ما تنكسر
اقطع يديك وابدلهم بجناحين نسر
وحلق وحدك بعيدًا، بعيدًا
حلق نحو المجهول، نحو اللا وجود
ولا تنكسر، كن قويًا لتنتصر
واصنع لنفسك خنجرًا من الضوء
اقتل اللا وقت لقد خانك جهرًا
واقتل اللا مكان، واللا زمان
إنهما شركاء في الخيانة سرًا
فلا رحمة للخائنين بين حروفي
ولا وعود للخائنين في قصائدي
ولا وجود للخائنين في أغنيتي
إني أرسلتهم جميعًا إلى ما بعد المنفى
تركتهم إلى أن يأتيهم أجلهم
وإن توفاهم الله، زرعتهم في حقول الوفاء
أسقيهم كل يوم جمعة من ماء الصبر
من أجل أن يتحولوا من شجرة الصبار
إلى وردة البيلسان أو إلى زهرة الأقحوان
وربما ذات يوم أغير رأيي، وأتركهم إلى أن يتحللوا، وتتحلل معهم كلمة (الخيانة).
