من سيهات… جمانة تختزل مذكرات الحجر الصحي في «عزيزي س»

سطرت الروائية جمانة السيهاتي رسائل عن فترة الحجر الصحي الذي جاء نتيجة تفشي فيروس كورونا، في إصدارها “عزيزي س”، الصادر عن دار “نَضْد” للنشر والتوزيع، في 80 صفحة.

تقول “السيهاتي”: “حينما جثم كورونا على صدر العالم، اختنقنا جميعًا، فكنتُ كلما أردت التنفس كتبت”.

وأوضحت أن “عزيزي س” هو بمثابة رسائل أو مذكرات، جاء في قالب نوفيلا (رواية صغيرة جدًا)، تحكي عن فترة الحجر الصحي على المنطقة.

وكتبت في غلاف إصدارها بضع كلمات، جاء فيها: “عزيزي س، أظن أن علي أن أختار لك اسمًا، ليصبح افتتاح الرسائل أسهل، اسم لن تتعرفه، كقيمة مجهولة في معادة رياضية، ما رأيك في “س”؟، هي ذاتها القيمة المجهولة التي أخذت من عمرنا عمرًا لنكتشفها دون جدوى، وأنت مثلها تمامًا”.

وأشارت إلى أنها لم ترغب في النشر بادئ الأمر، ولكن محمد الحرشان، مدير “نَضد” التنفيذي، شد على يديها، ليبزغ إصدارها.

شخصيات وكلم
عانقت “السيهاتي” اليراع في الصف الثاني متوسط، تقول عن بدايتها: “ما زلت يافعة حتمًا، ولكن المشيب يبدأ خطوطه في ذاكرتي، ما كنت أعلم أن متلازمة الكتابة ستصاحبني طويلًا، ولكن على ما أظن أنني كنت في الصف الثاني متوسط، أخيط الكلم، لأكتب ما يلج ذاتي، وتعتقه أفكاري”.

وأوضحت حول البيئة التي تستفزها لتكتب: “لسنا في عالم مثالي يقدم لنا بيئة أو وقتًا مناسبًا للكتابة، كل الأوقات مناسبة، لا أنتظر توفر البيئة، فأنا كلما شعرت بشهية للكتابة، كتبت”.

وتعتقد “السيهاتي” أن الرواية أو القصة تخلق شخوصها بنفسها، مبينة أن الواقعية مملة ورتيبة، قد تستند عليها في صنع الشخصيات، ولكنها لا تعتمدها كليًا، لتجد أن روح الشخصية، تأتي مزيجًا بين الواقعية والخيال.

المُنجز والنقد
وذكرت أن تقييم المنجز الأدبي عامة في محافظة القطيف فيما يخص الرواية الأدبية فضفاض جدًا، فكل مرحلة لها ذروة معينة، تنتهي عندها الإنجازات، وتبدأ في غيرها، وقالت: “لست في محل تقييم أي شيء، أو أي شخص، وأظن أن القطيف مجتمع قارئ، ويسمو للنضج”.

وأكدت الحاجة إلى جلسات نقدية وثقافية، لأن النقد يساهم في سد ثغرات النص التي لا يراها الكاتب، منوهة إلى أن الشللية في الكتابة الأدبية تعد الظاهرة التي تحد من تقدم الثقافة، ومن لديه طرح يخشى طرحه، فيواجه التحيز، وتبعًا لذلك يفضل السكوت.

وفي ختام حديثها قالت: “تربكني جدًا الكلمات الأخيرة، لذلك دعني أتجاوزها، شكرًا لك، ولكل من يقرأ”.

السيهاتي
الروائية جمانة السيهاتي، من مدينة سيهات، من مواليد ختام الثمانيات، في جعبتها 6 إصدارات أدبية، مجموعتان قصصيتان و٣ روايات وقصة هي؛ “أحلام أنثى”، و”أربعون شبيه” (قصص قصيرة)، و”سماء من سكر”، و”جائع حتى الأمس”، و”لا نهار في المدينة” (روايات).




error: المحتوي محمي