إلى الشاعر الفذ حبيب المعاتيق سادنا لهرولة الخيال وركض المستحيل.
ساحرٌ
هذا الذي يكتبُ بالأمواجِ
لا تكتبْ على سيرته الذاتيةِ الزرقاءِ
شاعرْ
كلما تخلع ذكراه
تقمصت القرى
فاشربْ دَمَ المشوارِ
هذي المرةَ الشعرُ سيبنيك
قبابًا ومنائرْ
إصبعٌ من لافتات الشمس مسروقٌ
فلا توجد أسرارٌ بذهن الليل لم ينسخ لها ذاكرةً
في البال أن لا تكتفي الأرض
ففي جدول أعمالك
أن تترك للإشراق في كل بلاد الأرض
إشراقا من الطينِ جديدًا ومغايرْ
أيها اللون الذي يسخر من
جنسية الألوان
لم يخطر على بال طلاءات الأظافرْ
لم يكن يُقعدك التأطيرُ
يا فنانُ
لو تخلعُ من ثغرك آلافَ الدوائر!
كلُّ أسبوع
غدا إمرأةً شيماءَ
شيماء خميسٍ
تلفتُ الناظرَ
رغم النسَقِ الطاعن
في فوضى المناظرْ
غائبٌ عن وعيه
كلَّ خميسٍ ذلك الجمهورُ
إذ إنك حاضرْ
التقطني ألف إصغاءٍ
فإصغائيَ دهرٌ
لم يزل منتظرا زبدة ما تعصره الأصداء
من ضرع الحناجرْ
وفمي يبعد عني في معانيك
فأرجع لي فمي
ما أناْ في قطع مسافاتك
-حتى لو تكومتُ ضَلالا-
غيرَ عابرْ
التقطني زورقًا من شاطئ الصمت
وحاصرني بطوفانٍ
وأدري ليس عدلا
زورقي الساهي
وإذ بالبحر من ألف (تسوناميِّ) خيالٍ
دون إنذارٍ يحاصرْ
لغةٌ أم مطرٌ
هذي التي كل خميسٍ
تتدلى من شفاه الغيم
يا قصدَ المظلاتِ التي
دون خميسٍ يغسل الوقتَ تسافرْ
ها أنا أمطِرُك الأرضَ أيا غيمُ
ترجل من هطول الشعرِ
واقبل غيميَ الصامتَ ماطرْ
خشبُ المسرح
يصحو تحت خطواتك أشجارا
وما زلت تؤدي دورك الحاصدَ
كالريح التي تتقن أدوارَ الستائرْ
قلتُ يا آخر أحلام العصافير التي
تشتبه الأقفاص في نيتها
ناول عصافيرك جرمًا لتغادرْ
شَعر تلك المرأة الفصحى
التي تعرفها ضاق من الربطة
فاترك بعضه في الضيق
واسحب بعضه
كيف تشغلَ الريحَ بتأويل الظفائرْ
خلفك الرمزُ
أيا حامي قلاع الشعر
يا فارس أحلام الدلالاتِ
تحدى..
خصمُك المعنى المباشرْ
أيها الطاهي
على شُباكه سالت لعابًا لغةٌ جوعى
فناولها من الشعرِ شطائرْ
مذنب أنت بحق الصمت
معناك مدانٌ
ونشازٌ حانقٌ
عبأ أعوامًا ليحشو يومَ حشرٍ
وتُجازى أيها المذنبُ في حقل النشازات
بغزلان الكبائرْ
وتجاوزتَ الذي قيل
طويلا صبَر الإبداعُ
قد أطلقت من إسطبله
كل خيول الغدِ
لا يملك إلا أن يكنيك
بجائرْ
أيها المنقوعُ في ركض الخيالات
مزيدا من عصير الدربِ والتيه
مزيدا من شرابِ الغيبِ
يا بانيَ سَكْرات المساحاتِ
قلاعا من محابرْ
أخَّرَ النصُّ صلاتي
وأنا أسحبُ قِبلاتٍ من الرمز
لكي أذبحها قربىً على كعبةِ إغواءاتِ شاعرْ
فاقدٌ سيرتَه الذاتيةَ الوقتُ
فهل فتشتَ في جيبك؟
أم أنفقتَها بينَ الليالي والمشاعرْ؟
اِختتمني
فلقد أُسهِبُ حتى
يصبح الآنُ قديمًا
وأراني خارجِ الوقت المعاصرْ