أأمسح دموع خطيئتي؟

امسح دموع بكائك على خطيئتك فإن استطعت ألا يراها غير ربك فاصنع وإن استطعت ألا تعود إلى الخطيئة فافعل وإن عدت فأطل البكاء والعويل فإن ربًا أنعم عليك أحق بطاعته وشكره في نعمه فإن معصية المنعم ضعة بالنفس وكفر بالقلب.

إني لا أسمع نداءك يا ربي فقد أغلقت أذني وأقفلت قلبي ووضعت على نفسي رينا يابسًا صلدًا فانغمست في دنيا لا تملك لنفسها حولًا فكيف بمن تمنيهم إلى بُعدٍ عن سماء صافية وعمل خالص له؟!
أعود إليك وأنت لا تريد رؤيتي أم أطرق بابك وأنت ترد صرختي أم أقف في فنائك وأنت معرض عني؟

أيا ربا عظمت رحمته وقويت سلطته ورأفت دعوته فأعطاني جزيل نعمه وبارك لي في خالص عملي فمن أي الذنوب أطلب عفوه ومن أي الخطايا أرجو صفحه وكلي في عظيم نعمه غارق وعن طاعته مفارق ثم أقف لأرجو نظرة منه وعطفًا على صغير خلقه ومتغطرسٍ في النظر إلى نفسه وكأني أراني دائم البقاء.

أيا دنيا علي حدثينا عن طمريه وقرصيه وعن دموعه بين الأيتام وهو يبكي على جوعتهم ويرشحها بدموع عينه التي ما غمضت عن طاعته والفناء فيه والجهاد له.

أيا دنيا علي أخبرينا عن روحه وبكائه ونومه ودعائه وهو يطلقك ويمج لذيذك من فمه فرماك دون أن يرى فيك عطفًا وأنتِ في لهوٍ عنه وزهوٍ بغيره.

أيطول بُعدي عنك وأنا الطالب عفوك واليقظان من ذنبه أو يطول صدك عني وأنت الرحمن الرحيم أم يطول بكائي وأنت الرؤوف على عباده، فيا ربي أعني على نفسي فقد عدت إليك تائبًا وأيقظني من نومي فقد طال رقودي عن طاعتك.

أأمسح دموع خطيئتي وأشعر بجزيل عفوك وأرقد مرتاحًا سعيدًا أم تشغلني هواجس خطاياي وعظيم القيامة وهولها عن الرقود والاضطجاع فإني بفنائك يا رب الرحمة ورحيمها أرجو عفوك وأنت أهل المغفرة وأنت محب التوابين فإني وعزتك من التائبين.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}.



error: المحتوي محمي