إلى الإنسان الوجيه المحب لمجتمعه ذو الخلق الرفيع الذي طوقنا بحبه منذ أن كنا صغارا بقلبه الحاني..
الحاج /نصر بن عبد الله بن أحمد الفرج “أبو عبد الله” رحمه الله رحمة الأبرار.
لا تصلوا على النهار جهارا
فله الشمس تصطفيه المنارا
يا لقلب من طينة الحب يمشي
بين عينيه ما يربي الوقارا
يا لغصن من دوحة العطر ينمو
بمعاليه وهْوَ يحنو اخضرارا
هل من العدل أن تربي المعاني
بين جنبيك ثم تنأى احتضارا
أم هو الشوط مرّ من خلف حقل
أوسم الموت في زواياه جارا
يأخا الحب والنهار توارى
خلف عينيك وانزوى تيارا
ورمى مبسم المحبة حزنا
من آساه فكنا منه صغارا
كم فجعنا بسؤلنا ذات وجد
أولمته يد الردى أقدارا
مذ تغيبتَ راحلا نحو ظلّ
للمقادير تنسج الأسفارا
كان للموت طعنة وذوي
ما احتملناه وهو يوريه نارا
كلما مرّ طيف ذكراك فينا
مرّ سهواً يشفنا أغرارا
وتمرّ بخاطر العمر روحاً
والطفولات توشك الأفكارا
وهنا تقفز اللحظة مني
لأبيك الذي اصطاد النهارا
وتوسمك ساعدا منه ينمو
ذات حب يواشج الإيثارا
حيث تطفو خصالك البيض نهرا
من سجاياه تشعلُ الأقمارا
يا لكف نذرتها نحو جود
كتبته أيدي الندى قيثارا
كنت بالغربة الحبَ تؤوي
للأزاهير وردك المعطارا
وعمرت من المحبة أرضا
عانقتك كما المدى أسرارا
ورحلتَ لكن رحيل حقولٍ
خلّف الحزنُ بعدها الإعصارا
حيث تغفو على الشواطئ طودا
من تحاياه كنت للحب دارا
يا جنا الطيب وقّع الموت حتى
لمّ منا مشاعلاً أعمارا
لو لنا منه باب عودٍ لفتنا
له كيما نقلم الأظفارا
وارتجعناك للأحبة خلاً
وافتتحنا لك المنى استقرارا
بل هو الموت حيثما حلّ يلقي
من شظاياه .. يختم الأدوارا
يا أبا الطيب أطفأ اللحد صبحا
من معانيك واستقلّ المسارا
لك أم تبكي عليك افتجاعا
كنت منها من يترعَ الأنهارا
فعزاء لها بحجم سماء
ولأهلٍ تحزموك فخارا
كيف تنأى شمس لهم ومدار
يشعل القلب حولهم أنوارا
وثناياك لم تزل عطر بيت
بتزيا بجوده أطوارا
إيه يا “نصر ” كل فعل جميل
أوسم الحب فاجتلى الأنصارا
هذه الأرض وهي باسمك ثكلى
حين غادرت أخوة أبرارا
يا لحزن عليك نزّ ضلوعا
له من جرح من تولى اصطبارا
له من حزن صاحب الطف معنى
يتسامى على الرزايا مدارا
أين منها جراحنا إن صبرا
لكم اليوم أجره يتجارى
إن صبرا يخط عنا أساه
أدمعَ القلب واجتلى استعبارا
سيصليك كيفما فاض صوت
من تراتيل روحه أذكارا
فلك الخلد والفراديس ورد
في جوار النبي تذكو.. طهارا
ولك الظلّ وارفا في جوار
ليس يفنى ولا يزول قرارا