أعيدوا الحياة لبيوت الديرة

لم أكن أتوقع أن تكون المحافظة على المنطقة القديمة في جزيرة تاروت “الديرة” على هذا النحو، حيث تراجع المشروع الجمالي لهذه المنطقة الجميلة بمنازلها ذات الطابع المعماري الجميل، وحل مكانه الإهمال والهجران للكثير من البيوت القديمة وتركها ملاذاً لمختلف أنواع الطيور والحيوانات.

لماذا نكتب عن المنطقة القديمة (الديرة)؟ إننا نكتب عنها عن بيوتها الجميلة بأقواسها وزخارفها، نكتب عن صاباتها لنعيد الذكريات التي لعبنا فيها مختلف الألعاب الشعبية صيفاً وشتاءً، نكتب عنها لشموخ قلعتها التاريخية رغم الإهمال من الإنسان ومقاومة جور الزمان الذي غير لون طينتها، نكتب عنها أسفاً لهجران الناس لها وترك بيوتها تتصدع وتئن تحت ركام الماضي!

بين فترة وأخرى نسمع خبر انهيار أو تصدع أحد البيوت في المنطقة القديمة “الديرة” الذي يترك في القلب أسفاً وحسرةً، بعدها يتم إزالته بعد أصبح يشكل خطرًا على الساكنين والمارة.

رائحة الماضي تشمها وأنت تعتلي المنطقة القديمة (الديرة)، وبين صاباتها وزرانيقها للأسف ترى البيوت المهجورة تئن تحت ركام الماضي، والناس هناك يعشقون الجمال في بيوتهم الحجرية الجميلة، ذات الشرفات الواسعة التي تسرح فيها الشمس نهاراً وضوء القمر ليلاً، لكن الناس للأسف هجروها وتركوا تلك الشرفات والأقواس والزخارف الجميلة تتهاوى بسبب الهجران والإهمال!

الكثير من البيوت في المنطقة القديمة (الديرة) آيلة للسقوط بسبب الإهمال والهجران وأصبحت تشكل صداعاً مزمناً لسكان المنطقة وللناس المارة من زوار وفنانين وموثقين للتاريخ الذين يزورون الديرة بين الحين والآخر لتوثيق ما تبقى من كسرات للشرفات والأقواس والزخارف الجميلة لحضارة عريقة أسست على أيدي فنانين معماريين كانت تتفنن في أشكالها بدقة رائعة.

أصبحت البيوت المهجورة في الديرة مرتعاً خصباً لرمي النفايات والأوساخ، ومكاناً آمناً للمتسكعين المنحرفين، لذلك نؤكد على أن المنطقة القديمة (الديرة) وقلعتها التاريخية تحتاج إلى خطة، بترميمه وتحرك سريع لحماية ما تبقى من بيوتها الجميلة ذات الطابع المعماري القديم، وإعادتها للواجهة لتعود الحياة في ديرة جزيرة تاروت.



error: المحتوي محمي