في جزيرة تاروت.. أنامل ترمم البيوت القديمة.. عباس عبد الغني وحبيب سليس .. يجيدان النحت على جذوع النخيل

سلّطت صحيفة (البلاد) في تقرير لها الضوء على اثنين من الشباب المبدعين في المنطقة الشرقية واللذين كشفا عن موهبتهما في إبداع الحرف التراثية وترميم البيوت القديمة باستخدام خامات البيئة المحلية.

وقال عباس عبدالغني وزميله الفنان حبيب سليس إنهما منذ الصغر يعشقان الأعمال التراثية ووجدا في بيئة جزيرة تاروت الخامات التي دعمتهما لتنفيذ برامجهما التراثية.

في البداية، أوضح الفنان عباس عبدالغني أنه منذ الصغر عشق النحت والديكور والأعمال الحرفية التراثية، لافتًا إلى أنه شارك في العديد من الفعاليات في الخبر.

وأضاف أنه يهوى بناء البيوت التقليدية والنحت على الحجر والخشب، كما أنه يستخدم جذوع النخل في النحت بأشكال مختلفة ورائعة، خصوصًا أنه يركز على التراث ويختار أعماله بعناية فائقة، لافتا إلى أنه لديه طموحات كبيرة لتنفيذ مبنى خاص للحرفيين في جزيرة تاروت.

وعن سؤاله عما إذا كان أحد أفراد أسرته يهوى الأعمال التراثية قال: “ورثت الأشغال الحرفية التراثية من والدي وإخوتي أيضًا فهم مبدعون في الأعمال التراثية الحرفية من خامات البيئة المحلية وهم يعشقون النحت في جذوع أشجار النخيل”.

واستطرد: “لدي أعمال تراثية أنا وزميلي الفنان عباس سليس كما أنه شاركني في ترميم الكثير من المباني التراثية في جزيرة تاروت وفي خارج الجزيرة وأتمنى من الشباب المبدعين في جميع مناطق المملكة استخدام مواهبهم لإفادة المجتمع والحفاظ على المعالم التراثية”.

وفيما يتعلق بفكرة النحت على جذوع أشجار النخيل والسعف قال: “تعلمت هذه الحرفة من والدي وأتمنى أن أواصل مثل هذه الأعمال التراثية واكتساب المزيد من الخبرة في هذا المجال”، وأضاف أن المملكة بها الكثير من المواقع التراثية وأن على الشباب الاستفادة من هذا المخزون من أجل تفعيل مواهبهم.

وحول ما إذا كان قد شارك في مهرجانات تراثية في المنطقة الشرقية قال: “بودي المشاركة في المهرجانات التراثية التي تقام في الساحل الشرقي خصوصًا أنني أمتلك موهبة ترميم البيوت القديمة والنوافذ والأبواب المزخرفة التي تنتمي إلى البيئة المحلية كما أنني لدي موهبة في النحت على الحجر الصابوني الذي يتم استخراجه من البحر”.

وفي سؤال عن التنافس بين مبدعي التراث قال: “التنافس يفيد في إطلاق الطاقات الإبداعية وهناك تنافس كبير بين الفنانين في المطلق من أجل إبراز مواهبهم وعطاءاتهم الفنية في المجالات كافة”.

وفي السياق نفسه، أوضح الفنان حبيب سليس أنه يهوى النحت وعمل الديكور منذ 18 عامًا وسبق أن نفذ الكثير من الأعمال التراثية في الجبيل والخبر والرياض والدمام والأحساء. وأضاف أنه وزميله الفنان عباس عبد الغني قاما بترميم متحف دارين وبناء قهوة تاروت بتكليف من هيئة السياحة والتراث الوطني، لافتًا إلى أنه كان للإبداع قصة جميلة وأنه يهوى المناطق التاريخية والتراثية حيث سبق أن عرض أعماله في سوق القيصرية وأحد المجمعات التجارية في مدينة الخبر فضلًا عن العرض في مشروع وسط العوامية إلى جانب مشاركته في مهرجان الساحل الشرقي بالدمام.

وعن أسباب اختياره للتراث والنحت على الديكور قال: “اخترت هواية التراث والنحث والديكور المعماري رغبة مني في الحفاظ على تراثنا الوطني الجميل الذي يعني لنا الشيء الكثير ومنها إبراز الثقافة والمحافظة على العادات والتقاليد”. واستطرد: “إنني مثل زميلي الفنان عباس عبدالغني أهوى النحت على جذوع النخيل وبناء وعمل أسقف للبيوت التراثية بسعف النخيل وذلك لعكس التراث الوطني ونتمنى المشاركة في المحافل الدولية لعرض ما لدينا من أعمال تراثية”. وأضاف الفنان حبيب أن طموحاته تتمثل في الحفاظ على التراث والعادات والتقاليد ويحرص على أن يصل إلى ما يطمح إليه من أعمال تراثية ومعمارية في المستقبل.

وتابع بقوله: “شاركت في الكثير من الأعمال التطوعية وترميم المنازل التراثية”. وعن أبرز المشاركات التراثية خلال مشواره الفني قال: “لدى أعمال تراثية كثيرة وسبق أن قمت بترميم منازل قديمة بجزيرة تاروت”.

وفيما يتعلق بآليات العمل بسعف النخيل قال: “الفكره تتمثل في إعادة البناء بالنمط الذي كان سائدًا في الماضي بالمنطقة خصوصًا أنها غنية بالزراعة حيث يتوفر السعف وجذوع النخيل وهي من المواد الطبيعية لذا فإنني أستغل هذه الخامات الطبيعية لإنتاج أشكال إبداعية”، لافتا إلى أنه يدعو الشباب الموهوبين إلى إبراز مواهبهم في النحت والمعمار.

واختتم حديثه أنه وزميله عباس عبدالغني على استعداد للمشاركة في تأهيل وترميم البيوت القديمة في مختلف مناطق المملكة وإعادتها إلى ما كانت عليه في السنين الخوالي.




error: المحتوي محمي