القطيف موطن الحضارات بلد العلوم والثقافات لا يخلو بيت فيها من عالم أو متعلم وآخر متفهم، هي كذلك بينما كنت ماشياً يوم الجمعة [2021/2/5] على كورنيش المزروع بمحافظة القطيف الحبيبة، لفت انتباهي ما تمنيت أن لا أراه ولكنها حقيقة لا مفر من ذكرها وعرضها شاب في الثلاثين من العمر، أنيق منظره مرتبة ملابسه بيده كيس “ملأ قبله أكياساً” يجمع فيه فضلات ألقيت بين الصخور وفوقها وعلى وجه ماء البحر.
فأكبرته لما رأيته وأخذني الفضول فسألته عن فعله فقال بإسهاب وتفصيل: هذه بقايا ما تركه رواد الكورنيش من عوائل وعزاب بعضها مأكولات مطبوخة وأخرى معلبة لم تفتح او أُكل بعضها ضمنها علب أدوية تسمم ما فيها وهي بهذه الحالة يأكل منها السمك والطير وأنا أجمعها خشية أن يأكل الإنسان آكلها فيتأذى لما بها أيضاً منظرها مخزٍ لنا ومعيب أن يُرى في بلدنا.
رفض القائل هذا تصويره أو التعريف باسمه لإخلاصه العمل لوجه الله تعالى واكتفى بقول إنه من سكنة حي الوسادة بالقطيف كان حديثي معه مطولاً في نهايته قال: كم أتمنى من المواطنين الكرام الالتزام بالنظافة العامة وعند وجود مواد أو علب زائدة عليهم فتحها ووضعها في مكان مخصص يأكلها الطير والحيوان أو حيتان البحر قبل أن تتعفن بهذه الطريقة ويُلقى الفارغ منها في المكان المخصص له.
“إماطة الأذى عن الطريق صدقة، كيف نحن من يأتي بها”، كما أرجو من البلدية حرصها بالإشراف على الكورنيش وتأمين نواقصه إلى مرتاديه من دورات مياه وحاويات وبراميل نفايات ومواقع للشوي ووضع إرشادات توجيه وتحذيرات لمنع رمي الزوار فضلاتهم عشوائياً بهذه الطريقة الهمجية المخجلة وإن وصل الأمر إلى فرض غرامات على المخالفين، وأضاف: أتمنى أن تصل رسالتي هذه إلى البلدية، انتهى كلامه.
ألف شكر لهذا المواطن الشاب المتطوع الغيور على مصلحة مجتمعه ووطنه.
من أيام قريبة كنت على كورنيش دانة الرامس، مررت على أماكن بعد قيام جالسيها ورأيت ما يحز في النفس ويؤلم الضمير، أطباقاً أُكل جزء منها اولم يؤكل تُركت مع علب متناثرة وأكياس متطايرة يميناً وشمالاً بعد هذه المشاهد نقول:
أولاً: هل هذه أعمال ترضي الله تعالى أو يُقرها العقلاء أو تعطي طابعاً حسناً عن بلدنا؟ بالتأكيد الجواب لا.
ثانياً: أهذا جزاء المنعم وشكر النعمة؟ أيضاً لا بلغنا أنها تشكونا إلى الله بأننا لم نأكلها ولم نحفظها بماذا نجيب؟ وهو علينا شهيد.
ثالثاً: البعض يلقي باللائمة على البلدية لم تفعل شيئاً لم تقم بواجبها لم توفر هذا ولا يوجد في الكورنيش ذاك، نعم على افتراض كل هذا صحيح لكنه غير مبرر لما نفعله، كلنا أصحاب بيوت وعوائل وليس كلنا عنده خادم وخادمة في بيته فهل نترك بيوتنا تتراكم فيها الأوساخ ونحولها إلى مزبلة إلى أن لا نلاقي مكاناً لجلوسنا؟
إذاً لماذا نجعل من أماكن راحتنا ومتنزهنا قاذورات متراكمة ونستصغر قدر النعمة وننتظر من يجمع ما تركناه، نستكثر أن نصطحب ضمن ما نحمل أكياساً نجمع فيها ما فضل؟
رابعاً: كورنيش القطيف وأماكن النزهة لأهل القطيف مشتركات عامة، أنت تقوم من المكان وأنا أجلسها والعكس لو كل واحد منا ترك مكانه نظيفاً لاستراح وأراح وأينما جاء أقام.
التماس ورجاءً أوجهه:
(1) إلى إخواني المواطنين الأعزاء أن يحرصوا على حفظ النعمة حتى لا تزول لتلاعبنا بها والاعتناء بنظافة المكان قبل أن تولد لنا الوباء والأمراض ولا نجد متنفساً ويعيب بلدنا من يأتينا.
(2) ندائي إلى بلدية المحافظة بالخصوص رئيسها سعادة م/ محمد الحسيني، المسؤول المخلص في عمله القائم عليه بالأمانة الوطنية، الذي أنجز وحسّن الكثير من الخدمات حتى نال إعجاباً وثناءً فردياً ومجتمعياً، عليه أن يواصل مشواره بتلبية مطالب الكورنيش والحدائق العامة وأماكن الاستراحة من توفير دورات مياه وصيانة ما هو قائم وما يلزمها، هناك كورنيش ممتد من جسر طريق أحد إلى نهاية دانة الرامس مروراً بالناصرة وحي الزهراء بطول أكثر من 7 كيلومترات دون أدنى خدمات تذكر فيه ماذا يستفاد منه؟ وعدة مواقع مشابهة له ضمن خدمات بلدية المحافظة تفتقر لجميع الخدمات.