كما نعلم أن أفراد قبيلة شن تسكن منطقة القطيف وكانت مناطق سكناهم تسمى (بالشنية) وذكرت هذه المنطقة في دفتر قانون نامة العثماني في القرن العاشر الهجري ضمن قرى القطيف ولكن للأسف ما تبقى من آثار تلك المنطقة سوى عين الماء المعروفة بعين الشنية التي أزيلت أيضًا قبل نحو عشر سنوات بعد التمدد السكاني والتي كانت تقع جنوب غرب مدينة الجش بالقطيف.
من أشهر رجال قبيلة شن القطيفية بالخط:
ذكر ابن حزم في جمهرة أنساب العرب قوله: “ولد شن بن أفصى: هزيز بن شن، وهو أول من ثقف القنا بالخط؛ وعدي؛ والديل. ومنهم: عمرو بن الجعيد بن صبرة بن الديل بن شن بن أفصى ابن عبد القيس، وهو الذي ساق عبد القيس من تهامة إلى البحرين؛ وكان يقال له الأفكل؛ ومن ولده: المثنى بن مخربة، صاحب علي -رضي الله عنه-؛ وعبد الرحمن بن أذينة؛ قاضي البصرة؛ وعبد الله بن أذينة أخوه. ومنهم: رئاب ابن البراء، يقول قومه إنه كان نبياً. ومنهم: الأعور الشني الشاعر “الذي فاق أهل زمانه”.
الأعور الشني:
الأعور الشني من أشهر شعراء عبد القيس ويكنى بـ (أبو منقذ)، أحد أفراد بني شن بن أفصى بن عبد القيس، وقال ابن قتيبة عن شاعرنا الشني: “هو بشر بن منقذ من عبد القيس. وكان شاعراً محسناً. وله ابنان شاعران أيضاً، يقال لهما جهم وجهيم”.
الأعور الشني عرف بالرشد والتدين كما أشار المعري لبعض أبيات لشاعرنا الأعور الشني قوله:
وإِني لأَرجو أَن أَمـوت ولـم أَنَـلْ حراماً من الدنيا زِناءً ولا خَمْـرا
وما أَطلعتْني بِـنـتُ جـارٍ مـجـاوِرٍ على سِرِّها حتى أَسوقَ لها مَهْرا
كما له مواقف شجاعة في حرب الجمل وصفين مع الإمام علي عليه السلام ومن شعره ما ذكره ابن أبي الحديد في شرحه قول الأعور وهو يخاطب الإمام علي عليه السلام يوم صفين: “زاد الله في سرورك وهداك! نظرت بنور الله، فقدمت رجالاً، وأخرت رجالاً. عليك أن تقول، وعلينا أن نفعل. أنت الإمام، فإن هلكت فهذان من بعدك- يعني حسناً وحسيناً رضي الله عنهما- وقد قلت شيئاً فاسمعه، قال: هات، فأنشده:
أبا حسن أنت شمس النهار وهذان في الحادثات القمـــــر
وأنت وهذان حتى الممات بمنزلة السمع بعد البصـــــر
وأنتم أناس لكم ســــــورة تقـصـر عـنـها أكـف الـبـشـر
يخبرنا الناس عن فـضـلكم وفـضلكم اليوم فوق الخبـر
الأعور الشني وافتخاره بمسجد جواثا في مسقط رأسه بالخط:
ذكر الإمام النووي المتوفى سنة 676 هجرية افتخار الأعور الشني بمسجد جواثا قوله:
والمسجد الثالث الشرقي كان لنا
والمنبران وفصل القول في الخطب
أيام لا منبر للناس تعرفه
إلا بطيبة والحجوب ذي الحجب
فعلا كما قال الأعور الشني إن المسجد الشرقي كان لنا.
وصدق ابن الأعرابي عند قوله جواثا بالخط.