“أنتَ شخصٌ ذكي ولكن أسأت التقدير”.. “أنت غبي ولن تفهم شيئاً أبداً”.
كلتا الجملتين لهما نفس المعنى ولكن شتان بين الجملتين. فواحدةٌ وقعُها على القلب كما الشَّهد والأخرى كما حرارةُ اللَّهب.
ألفاظنا مسيرةٌ بين أيدينا. تارة نستخدمها كتلك السكين التي نغترف بها العسل لندهن بها قلوب من أمامنا. وتارة أخرى تكون كأنها سكينٌ حادة نغرِسُها في تلك القلوب.
هناك مشهدان؛ الأول لقائد مركبة انشغل وانحرفت مركبته على أخرى واعتذر عن خطئه وسامحه الآخر وكلاهما سَلِمَ وانتصر.
وآخر لآخر أوقف سيارته في منتصف الطريق وأغلقه أمام المارة وما إن أتاه قائد مركبةٍ منزعج حتى بدأ المخطئ بالصراخ مما استثار الثاني ورَدَّ عليه بالعِراك. هذا ضَربَ وذاك مات. ما الفائدة من كلامٍ لم يكن فيه التفات؟!
بكلمةٍ واحدة نستطيعُ إخماد نار حربٍ حارقة. وبكلمةٍ أخرى نستطيعُ أن نُوقظَ بركانًا خامدًا.
علينا ألَّا نستهين بوَقعِ الكلمات وأن نُحاذرَ كلَّ الحذر من الانصياع إلى لحظات الغضب مما يُكلِّفنا غالياً ويُكبِّدنا خسائر كثيرة. التأنّي في الكلام واختيار الكلمات المناسبة هو خيرُ ما يقومُ به الإنسان العاقل فبذلك قد يتجنب من الذنوب كبائرها. فكم من كلمةٍ أدت إلى سفكِ دمٍ أو قطعٍ لرَحم.
وكما قال الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله): “مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت”.
وهذا دليلٌ واضحٌ وجَليٌّ على خطورةِ تأثيرُ الكلمة مما جعل الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) يربط الكلام بالإيمان بالله واليوم الآخر.