حذر الاختصاصي النفسي جعفر العيد الآباء والأمهات والمربين من أزمة المراهقة التي قد تتلبس المراهقين من الظروف المحيطة بهم، حيث أكد أن الأزمات التي تنتاب المراهق سببها الظروف الاجتماعية والتربوية المحيطة به، وأن هذه الفترة العمرية ما هي إلا مرحلة ارتقاء ونضوج فيها تكتمل شخصية الإنسان وينضج جسمه وذهنه وتنمو ثقته بنفسه ويزداد تحصيله الدراسي ويكتسب كثيرًا من الخبرات والمهارات والمعلومات.
وبين “العيد” أهم خصائص النمو العقلي للمراهقين التي تستوجب من الآباء والأمهات والمعلمين مراعاتها خلال هذه المرحلة العمرية لتخطيها بلا أزمات، مشيرًا إلى أنه خلال فترة المراهقة ينمو الذكاء العام بسرعة وتنمو القدرة على تعلم المهارات واكتساب المعلومات، كما يتطور الإدراك من المستوى الحسي إلى المستوى المجرد، حيث شدد على ضرورة تشجيع الهوايات الابتكارية وتوجيهها وفق القيم والأعراف المجتمعية.
وحث على تطوير أساليب التعليم، كأن يشجع التلاميذ على التعلم الذاتي واستخدام الأسلوب العلمي في التفكير وفق طريقة تدريس مبنية على الحوار والمشاركة، والبعد عن الطريقة الإلقائية المملة، ومراعاة الفروق الفردية.
وأوضح التغيرات الجسمية التي تظهر في فترة المراهقة وضرورة تفهم الأهل لها بشكل كبير وعدم إحباطهم منها، والتي من بينها زيادة في النمو الجسمي، حيث يزداد الطول والوزن ويظهر عدم التناسق في أجزاء الجسم، والإقبال على تناول الطعام بشراهة.
وذكر بعض التطبيقات التربوية التي من المفترض أن يعمل بها الأهل لهذه التغيرات وهي؛ زيادة الاهتمام بالتربية الصحية والعادات الصحية كالتغذية وأوقات النوم، مع تنمية الميول الخاصة بالمهارات الحركية كالألعاب والنشاط وتوجيه النمو الجنسي، بما يناسب فهمه.
وعدد “العيد” الأساليب التي يتخذها المربون للوصول إلى النمو الاجتماعي وهي؛ توجيه التلاميذ إلى أهمية اختيار الرفاق الصالحين، وتوضيح الهفوات والمزالق الخلقية التي ينبغي تجنبها والتحذير ممن يقترفها، وإبراز سير الصحابة والصالحين للاقتداء بهم وتعليمه الجانب الديني والتوضيح أنه أصبح مكلفاً شرعًا إذا تم بلوغه مع احترام رأيهم وعدم تحقيره.
ونوه إلى أن الطالب المراهق يميل إلى الاتصال الشخصي ومشاركة الأقران في الأنشطة المختلفة والاهتمام والعناية بالمظهر والأناقة، كما يميل إلى الاستقلال الاجتماعي والبحث عن القدوة، والقدرة على فهم ومناقشة الأمور الاجتماعية والتي تتعلق بالزواج.
وشدد على ضرورة حل المشكلات الانفعالية للمراهقين قبل أن تستفحل، ومساعدتهم على تحقيق الاستقلال الذاتي، لافتًا إلى أن حالة النمو الانفعالي للمراهق تتصف بعدم الثبات الانفعالي، والتناقض الوجداني، وظهور الخيال الخصب وأحلام اليقظة، مما يؤدي إلى الشعور بالقلق والاستعداد لإثبات الذات والاستقلالية.
جاء ذلك خلال محاضرة “مراهقة بلا أزمات” التي نظمتها مجموعة أصدقاء الصحة النفسية بالشراكة بين “الخطوة الذكية الأولى”، ومساهمة أركان القرية الشعبية في مهرجان المشاري بجزيرة تاروت.