الاستشارية آيات الوحيد: لا تأجلوا تعديل سلوك أطفال طيف التوحد.. والتواصل البصري أولى الخطوات

وجهت استشاري اضطرابات النمائية والسلوكية آيات الوحيد الأسر إلى كيفية التعامل مع ذوي اضطراب طيف التوحد في تعديل سلوكياتهم غير المرغوبة كالصراخ ونوبات الغضب والعض، لافتةً إلى المعادلة السلوكية قبل السلوك ونتيجة ذلك ووضع خطة للتدخل، والتي تتمثل في تعليم ومكافأة السلوكيات الإيجابية وتقلل أو توقف في النهاية من السلوكيات السلبية.

جاء ذلك في اللقاء الذي نظمته جمعية أسر التوحد، ضمن سلسلة محاضراتها التوعوية بعنوان “تعديل السلوكيات غير المرغوبة لذوي اضطراب طيف التوحد”، يوم الأربعاء 27 يناير 2021م.

وبينت القواعد الأساسية لتعديل سلوك الطفل، وذلك بتحديد السلوك غير المرغوب فيه، وترتيب الأولويات وتحديد السلوك الذي يحتاج إلى تعديل قبل غيره، مع تقليل التوقعات والمخاوف، والتفريق بين شخصية الطفل وبين ما ارتكبه من سلوكيات، مشيرةً إلى أن الدخول إلى عالم الطفل والتفكير في التجربة من وجهة نظره والاستماع لما قد يقوله، وكذلك التركيز على الحلول والإمكانيات أمر مطلوب ومهم.

وتناولت “الوحيد” القواعد الأساسية لتعديل سلوك الطفل عند نوبات الغضب باستخدام لمسة جسدية لطيفة للتعامل معه، والتحدث بوضوح والاتصال بالعين والنزول لمستوى الطفل، إضافةً إلى اتباع مبدأ الفورية لا التأجيل عند محاسبة الطفل على سلوكه والثبات والاستمرارية عند تعديل السلوك والتعزير الإيجابي للسلوك الصحيح.

وتطرقت لِسُبل الوقاية من نوبات الغضب وأفضلها باستخدام الاختصار C.A.L.M، والتي تكون بعمل روتين وترك الطفل يُشارك بمشاعره والاستماع إليه وإعطائه احتياجاته مع التواصل بشكل جيد، مشيرةً إلى تشتت الانتباه بضعف التركيز والتواصل البصري وعدم الاستجابة عند المناداة عليه وعدم اتباعه للأوامر.

ورجحت أن التأخر النمائي والتأخر الذهني وضعف السمع واضطراب طيف التوحد وضعف البصر واضطراب فرط الحركة من العوامل التي تُسبب تشتت الانتباه، منوهةً إلى أن تشتت الانتباه عند أطفال التوحد يُعانون من صعوبة التركيز على الأشياء التي لا تهمهم، ويحافظون على التركيز والانتباه إلى الأشياء التي يحبونها لفترات طويلة مع ضعف التواصل البصري وفرط الحركة والتشتت.

وأكدت أهمية التخلص من جميع ما يستعان به عند استخدام اللعب واختيار الأنشطة التي يجدها الطفل مُثيرة للاهتمام وأن تكون قصيرة، مع الحد من عدد الكلمات عند تقديم التعليمات والتدريب العرضي، لافتةً إلى أن التواصل البصري الخطوة الأولى لتحسين الانتباه.

وأشارت إلى بعض السلوكيات النمطية والمتكررة بدون هدف والتي تؤثر على الأنشطة الاجتماعية والأكاديمية، وقد تؤدي إلى إصابة النفس وتبدأ في فترة النمو المبكر وتكون غريبة وغير ملائمة كضرب الرأس، ومص الإبهام، وعض الأظافر، والتلويح بالأذرع، موضحةً أسباب تلك السلوكيات كالاستثارة الحسية، والخوف، والقلق، والملل، والحماس.

واختتمت “الوحيد” المحاضرة بكيفية مساعدة الطفل ذوي اضطراب طيف التوحد إذا كان السلوك النمطي مؤذيًا، وذلك بإزالة مصدر الضيق قبل أو عند بداية النوبة، وأثناء وعند اشتداد النوبة بإعادة توجيه سلوكهم الضار إلى شيء آخر.



error: المحتوي محمي