سرابيل ممزقة

بعيداً عن الانخداع بهذه البهرجة والاندفاع إليها بشكل جنوني بداعي الاندماج في المجتمع بشكل حضاري،  أرجو أن نقف و نتريث قليلاً ونطرح على أنفسنا سؤالاً:  هل ينسجم هذا السلوك بشكل متوازن مع قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا الصحيحة في برامجنا الحياتية بجميع تداخلاتها اليومية؟

ولكوننا مجتمعاً محافظاً، فيا حبذا لو تكون الإجابة منطلقة من عناوين  المقاييس الأخلاقية والاجتماعية الصحيحة المرتبطة بالجانب الشرعي لهذه  التصرفات! وإذا كنا نعتقد بضرورة التغيير والتصحيح لوضع المجتمع كحق لنا، فما هي آلية هذا التصحيح؟

إن ما نراه اليوم من ممارسات سلوكية هو نفق مظلم مليء بالخداع اللا منطقي في عالم اختلط فيه الحابل بالنابل، لا نرى نوراً في آخر النفق بل ظلام دامس! وعالم غريب ومتغرب يسعى لطمس العادات والتقاليد الصحيحة! وهم لا يملكون من الكلمات حتى نقاطها ولا يفقهون قولاً ولا عملاً يليق بالمجتمع ويخدم تطلعاته ويتناسب مع توجهاته الفكرية.
هل أصبحت حياتنا مرسومة ومرهونة بيد الغير ونحن مسيرون في عالمها؟ نبتعد عن واقعنا الحقيقي في مسارات مختلفة! كنا نتمنى أن تكون هذه الممارسات مكملة لمفهوم التحضر الصحيح، ولكن ما نراه هو مسار عكسي في غاياته وأهدافه الأقرب للعبثية والتي تتراقص على أطلال ماضٍ بئيس لا علاقة له بنا.

عالم الغربة التي نعيشها  في يومنا هذا هو بسبب بعدنا الحقيقي عن هويتنا وقيمنا ومسارنا الفكري، فتحولنا إلى أغراب مشتتين غايتنا وهمنا بناء الأنا والعيش ولو على حساب القيم والروابط الاجتماعية، أصبحنا فاقدين للانتماء لمجتمعنا، عاجزين عن التعايش مع بعضنا البعض، نعيش مرحلة أكثر تغرباً وتعطشاً للحرية الكاذبة باسم التحضر، ونحن أبعد ما يكون عن هذا العنوان.

فهل هذا الواقع المريض هو المستقبل الذي من أجله ننادي ونطمح ونحن في عصر التطور والتحضر التقني والعلمي؟ لعلنا بحاجة أن نضع نقاطنا فوق حروفنا الحقيقية قبل أن تضيع هويتنا! ونستغرب لاحقاً ماذا حل بنا.

فهل من مدرك لخطورة هذا المسار ليعمل بفكر واعٍ فيأخذ بيد أبنائنا نحو الأمان من كل هذا الهرج والمرج ونتعظ ونتعلم من أخطائنا؟ وذلك من خلال قدرته على التعامل مع طبيعة الأمور باتخاذ القرار المناسب والواعي والملتزم بقناعاته الأخلاقية القادرة على إدراك الحاضر واحتياجاته وملائمة ذلك كله للبيئة والمجتمع المحيط به بعيداً عن الاندفاع والحماس والتأثر بأصوات الآخرين، حيث طريق المجهول والهاوية التي لا علم لنا بنهايتها ولا غايتها ولا أهدافها.



error: المحتوي محمي