في تاروت.. .. كلمة صديق أنبتت «شجرة الحكايا» لـ آل داؤود.. وأولى خطواته في الكتابة تنتهي بـ300 قصة

سلك الدكتور زكريا آل داؤود طريق الكتابة ليخرج أول إصدارات مشواره، والذي حمل عنوان “شجرة الحكايا”، وهو كتاب قصصي يحوي 300 قصة قصيرة مصورة ناقش فيها مختلف مواضيع الحياة الاجتماعية والشخصية والأسرية بأسلوب سلس وبسيط فريد من نوعه، مذيلًا قصصه بحكمة وعبرة في نهاية كل قصة.

القراءة أساس الكتابة
يُقال “لا تكتب قبل أن تقرأ؛ فحتى تكتب بتفوق لا بد أن تقرأ بتذوق”، وهذا ما أكده “آل داؤود” حين أشاد بدور القراءة في سرد قصص إصداره، حيث قال: “لن تصبح كاتبًا جيدًا دون أن تكون قارئًا جيدًا، فالفضل كل الفضل بعد الله يعود للوالد حفظه الله، حيث نشأت بتشجيع منه على حب قراءة الكتب الدينية والأدبية، ومكتبته زاخرة بمختلف العناوين والمؤلفين”.

رداء الطبيب يخفي قلم الكاتب
ولأن رداء الطب قد يوحي بالتوجه العلمي والانغلاق عليه، لكن سحر الأدب ومسك القلم يغازل الجميع، والذي عبر عنه “آل داؤود” الذي يزاول مهنته منذ ثماني سنوات قائلًا: “إنه من الظلم لنفسك أن تجعل حدود آفاق فكرك وتطوير ذاتك تنتهي بحدود وأسوار مهنتك، مع مراعاة إتقانها أولًا”.

كلمة صديق وشعلة الكتابة
وحول التفكير بالكتابة وبدايته قال: “قد تجهل قدرك وتعرفه ممن عرفه، فلم تكن أدوات وبرامج اكتشاف المواهب في الزمن السابق كما هي متاحة خلال هذه الفترة، ولم يخطر في مخيلتي قبل سنتين من الآن – حيث قررت تأليف هذا الكتاب – فكرة أن أكون كاتبًا”.

وتابع: “نعم كانت هناك مشاركات خجولة بكتابة بعض المقالات في بعض المجلات المحلية والنشرات الرياضية والمطويات الطبية خلال فترة الجامعة، وقبل ذلك أثناء المدرسة في الإذاعة المدرسية، ولكن كانت الشرارة التي أشعلت وقود الكتابة التي في داخلي دون أن أعلم عنها هي كلمة عابرة من أحد الأصدقاء، حيث أخبرني بما رآه في قلمي من عبارات أدبية مختلفة المواضيع، وأن هناك كاتبًا في داخلي يجب علي تنميته وإبرازه”.

الدافع
وبين لـ «القطيف اليوم» أن الدافع الذي جعله يتجه لفن كتابة قصص القصيرة ويكتب هذا الكم من القصص فيه: “لو قرأت كتابًا علميًا او استمعت لمحاضرة فلسفية مهما كان أسلوب كاتبها أو مُلقيها جميلًا ومشوقًا ستجد للعقل طاقة استيعاب معينة لا يمكن مواصلتها بنفس الشغف ونفس التركيز، بخلاف لو أنك كنت تستمع أو تقرأ لقاص حكاية أو رواية، فلو ذهبت لأي متجر كتب لوجدت الركن الأكبر منه مخصص لكتب الروايات والقصص”.

وأضاف: “القصة القصيرة لا تزال مجالًا خصبًا للكتابة والإبداع بسبب قلتها بالمقارنة بالروايات الطويلة، وإن كان لكلٍ هواته وعشاقه”.

300 قصة وصورة
عرض “آل داؤود” فكرة الكتاب على أكثر من عشرين فنانًا وفنانة من المملكة ودول الخليج، واعتذر معظمهم لضخامة عدد الصور المطلوبة التي تجسد فكرة القصة المكتوبة، ومن رضي منهم لم يحصل اتفاق بينهما على مدة إنجاز العمل أو السعر، وبعد رحلة المفاوضات هذه اهتدى لموقع إلكتروني مدفوع الأجر مسبقًا مختص بنشر أعمال فنانين من مختلف البلدان يحتوي على أكثر من ستة ملايين صورة اقتنى منها ما يناسب كل قصة.

قصص مصورة للكبار وليس للصغار
وخالف “آل داؤود” المعتاد في كون كتابه ذا القصص المصورة تكون للكبار وليس للصغار كما يتبادر للذهن، وعلل ذلك بقوله: “لا تحكم على الأمور من ظواهرها ولا الكتب من عناوينها ولا جمال أغلفتها، الكتاب بعيد كل البعد عن قصص الأطفال مع أن العنوان قد يوحي بذلك فهو موجه للكبار بسبب بلاغته وإيجازه وكثرة تلميحاته فيصعب على الأطفال إدراكها، فقد كتبت مفرداته بعناية فائقة وتم تدقيقه لغويًا وأدبيًا من أكثر من متخصص ليكون بسيطًا ممتنعًا، نعم قد تُروى وتحكى قصصه للأطفال، ولكن مع مراعاة استخدام لغة تتناسب مع إدراكهم”.

لماذا الشجرة تحكي حكايا “آل داؤود”؟
وعن اختيار اسم الكتاب “شجرة الحكايا”، ذكر أن “لكل قصة هناك جانب مرئي، وهو ما نشاهده من أوراق وأغصان وبعضها مخفي وهو ما تمثله جذورها كذلك هو الحال في كل قصة، فالشجرة أحيانًا تكون ذات فائدة كثمرها وظلها وبعضها يكون وجودها مثل عدمها كما هو حال كثير من القصص التي نتكلم بها ونسمعها في مجالسنا”.

كلمة وشعور
ووصف “آل داؤود” كتابه بأنه: “أمتع ما يمكن أن تقرأه وأخف ما يمكن أن تحمله يحتوي على 300 قصة و300 عنوان من عناوين الحياة المختلفة ولن تجد جهدًا لتحصل على الفكرة من كل قصة، ففي كل صفحة عنوان وقصة وصورة وحكمة وعبرة غير مرتبطة بالصفحة التي قبلها ولا بعدها وبإمكانك قراءته قبل نومك أو في الفراغات المتاحة أثناء الدوام أو أوقات الانتظار في أي مكان”.

وعبر عن شعوره بصدور كتابه الأول بأنه “جميل، فهو نجاح وإنجاز، ولكن الشعور الأجمل هو أن تجد نفسك وأن تعرف ما يخفى في ذاتك من طاقات وإمكانيات كنت تجهلها لفترة ليست بالقليلة”.

وأوضح أن هناك مشروعًا لكتاب قادم تم البدء فيه مسبقًا، ويبقى عنوانه ومحتواه وتوقيته في صدر كاتبه، وسيعلن عنه في وقته إن شاء الله.

وذكر أنه تمت طباعة الكتاب بدار “تكوين” للنشر والطباعة في جدة، وتم توفيره لدى المكتبات الخاصة مثل “الصفار” بالقطيف و”فجر بالربيعية” على أمل وصوله لمكتبة “جرير” بعد فترة قريبة إن شاء الله.

يُذكر أن “آل داؤود” ينحدر من جزيرة تاروت، طبيب عام، يخدم المجتمع حاليًا في عيادة “تطمن” بمركز صحي العوامية منذ خمسة أشهر.



error: المحتوي محمي