المرأة تخرج من شرنقة حب الأنا.. أم البنين

لست ممن يبجل شخصية من أجل الانتماء الطائفي أو كونها تنتمي إلى طائفة معينة، إنما نتفاخر في الموقف النبيل بما صنعه هذا الشخص من صناعة موقف الإخلاص والوفاء وأصبح رمزاً للحق تفتخر به الأجيال إلى يومنا هذا، فالتراث الإسلامي يحفظ لنا شخصيات لها بصمة في الخروج من حب الذات والأنانية، وهمها مصلحة المجتمع والأمة الإسلامية.

في حديثي أقف عند محطة إلى الصحابية الجليلة أم البنين، فلها موقف عظيم بعيداً عن حب الذات؛ عند وقوع معركة كربلاء زجت أم البنين أبناءها في مناصرة العدل مع الإمام الحسين (عليه السلام)، فكان لها أربعة أبناء أكبرهم العباس ثم جعفر وبعده عثمان وأصغرهم عبدالله (رضوان الله عليهم)، جميعهم أبناء الإمام علي عليه السلام وأخوة الإمام الحسين (ع) من أبيه.

جوهر القضية هو الخروج من حب الأنا إلى هذه السيدة الجليلة في عدة مواقف، موقفها النبيل عند دخولها اليوم الأول بيت الإمام علي (ع) الزوجة بعد وفاة فاطمة الزهراء عليها السلام، قالت إلى أولاد (أبناء) الإمام علي: ما جئت لأحل مكان سيدتي فاطمة الزهراء إنما أتيت لأكون خادمة لكم، وسجلت نغمة الحب والوفاء والاحترام إلى التاريخ، فعندما كان يناديها الإمام علي؛ يا فاطمة، تقول: لا تناديني باسم فاطمة حتى لا يسمع الأولاد اسم أمهم فيتالمون وبقى هذا الحب والوفاء إلى أولاد الزهراء حتى سجلت لنا أم البنبن موقف الخروج من شرنقة حب الذات (الأنا) مع ناعي الحسين (ع) عندما أتى بشر بن حذلم المدينة حتى يخبر أم البنين في استشهاد أبنائها الأربعة، وجدها لم تبال وتهتم في أبنائها بل كان اهتمامها إلى صداها الإمام الحسين في العدالة والحق من حركة خروج الإمام الحسين في نصر الحق.

أم البنين قدمت دروساً إلى أمهاتنا وبناتنا من حب المجتمع ونصرة الحق والعمل إلى المصلحة العامة وليس إلى المصلحة الشخصية، من خلال احترامها إلى زوجها والسير في نصرة الحق، فكانت المثل الأعلى الذي يقتدى به والعنوان في الإخلاص، فرسمت إطاراً جميلاً فكان له صدى عند المجتمع في حب هذه الصحابية الجليلة وأقامت مجلساً تأبينياً لها من كل سنة يستعرض قيم الحلم إلى المرأة عندما تتحرر من قيود حب الذات.


error: المحتوي محمي