حمّل الدكتور السيد مهدي الطاهر المسؤولية الأولى في سلوكيات المراهقين التي تنتجها التغيرات المصاحبة لهذه المرحلة من الجانب النفسي والاجتماعي والعاطفي والديني، للأهالي، فيما يقع تأثير الأصدقاء في الدرجة الثانية.
وأكد “الطاهر” أن المراهقين الذين عاشوا في أسر تمارس العاطفة ويسود جوها المحبة والألفة مع الأبناء يكون أبناؤهم في مرحلة المراهقة أقل انزعاجًا وأقل تأثيرًا، حتى وإن كانت التغيرات واحدة بين المراهقين، فيما تكون مرحلة المراهقة أشد على أبناء الأسر المتفككة وغير الواعية بمتطلبات النمو.
جاء ذلك خلال استضافة اللجنة الصحية بتاروت؛ لمؤسس مركز “رفاه” للإرشاد الأسري الدكتور السيد مهدي الطاهر، في لقاء على الفضاء الإلكتروني بعنوان “المراهقة مرحلة إنجاز ومسؤولية”، مساء الاثنين 12 جمادى الثانية 1442هـ.
وأوصى “الطاهر” الأهالي بالتبكير في إشعار الأبناء بالتغيرات التي تصاحب مرحلة المراهقة بما يناسب وعيهم قبل وقوع الأبناء في مرحلة المشكلة، والتعب في علاج تبعات هذه المرحلة التي قد تؤدي إلى آثار عكسية مضرة كالسرقة والتخريب والوقوع في فخ المخدرات والشذوذ الجنسي، مشددًا على ضرورة احتواء طاقات المراهقين وإشغالها في الجانب الإيجابي أولًا قبل الوقوع في المشكلة والتفكير في علاجها.
وحث الآباء على حضور اللقاءات والمحاضرات المفيدة لرفع الوعي في متطلبات مرحلة المراهقة، وعدم جعل أبنائهم ينخرطون في إغواء الآخرين، مؤكدًا حاجة الأبناء إلى العيش في بيئة ودودة تهتم بهم وتميزهم وتشجع إيجابياتهم.
وبين “الطاهر” أن مرحلة المراهقة مرحلة يسودها الشعور بالاكتئاب والإحباط والتوتر بسبب التغيرات السريعة، لكن محيط العائلة والأصدقاء إذا كان صالحًا سيخففون هذا الشعور ويحلون الإحباطات عنه، لافتًا إلى أنها مرحلة عميقة يمكن أن تتحول إلى مرحلة إنجاز وتحمل مسؤولية من الطفولة، وإشعاره بلذة الإنجاز بدل أن يتحول إلى شخص محبط وفاشل.