اتخذ المدرب الدولي والمحلل الاقتصادي ماهر آل سيف منصته على “إنستجرام” منبرًا لمقارعة شعار “بلا سعودة أفضل”، بحجج تبطله، وذلك عبر برنامج “دردشات اقتصادية” الذي قدمه يوم الاثنين 25 يناير 2021.
وذكر أن الأسباب تعود إلى أن عدد العمالة الوافدة يُقارب 10 ملايين عامل أجنبي وعربي، بينما عدد المواطنين الذين يعملون في البلد لا يتجاوز مليوني سعودي، لافتاً إلى أن نسبة البطالة في المملكة العربية السعودية 14%، وهذا يُشكل هاجسًا للدولة ويجب محاربته.
وبيّن أن السعودة لا يُقصد فيها السعودية وحدها، بل تشمل جميع الأوطان المسؤولة عن أبنائها المواطنين وأحقيتهم وأولويتهم في التوظيف عن العمالات الوافدة والمقيمين، لافتاً إلى أن السعودة تُنعش البلد اقتصادياً وتُبقي السيولة داخل الوطن وتحرك دائرة الاقتصاد.
وأوضح أن التاجر وصاحب المؤسسة والشركة عندما يُقدم على توظيف الوافد ويُفضله على المواطن مبرراً سبب توظيفه بأن رواتبهم ومصاريفهم أقل ويمتلكون خبرة والالتزام بالعمل بأنه تبرير خاطئ، مشيراً إلى أن المواطن لا يحتاج إلى تذاكر أو تأشيرات ومصاريفه أقل، ومن جهة التقاعد والتسريح يُعامل الوافد والمواطن بنفس الأسلوب حسب نظام العمل والعمال، إضافةً إلى أنه قد يكون الوافد مقصراً في عمله.
ونوه آل سيف بأن المقيم الوافد الذي يعمل داخل البلد ويحارب أبناء الوطن ولا يدرّبهم ويوظفهم ليس له فائدة وغير مرغوب فيه، حيث يبررون ذلك بأن السعودي بليد ولا يستوعب مهام العمل وغير ملتزم ولا يمتلك خبرة وغير متدرب ولا يعرف لغات بالإضافة إلى أن السعودي متذمر دائماً ولا يُحب العمل، معلقاً على ذلك بأن الوافد يضع هذه الأسباب والحجج كي يحتفظ بوظيفته.
وأشار إلى أن الوافد له ارتباطات اجتماعية والتزامات كسفره إلى بلده وحجز تذكرته والتأشيرات وقد تكون أسبابه غير دقيقة وصحيحة، وقد لا يعود مرة أخرى، وهذا يدل على أن مصاريفه أعلى بكثير من المواطن.
وعقّب على ادّعاء المقيم الوافد أن المواطن السعودي غير ملتزم قائلاً: “إن نسبة السعودة في البنوك 85% وفي شركة أرامكو 95%، والمدارس 100%، وموظفيها أكفاء وأكثر المدربين سعوديين، وإن حدث خلل ما في عدم الالتزام يعتمد على قوانين وأنظمة العمل وتتم المحاسبة على ذلك.
ودعا آل سيف كل وافد إلى عدم الاستهانة بقدرات وإمكانيات المواطن السعودي، وأن يقوم بتعليمه وتدريبه على نشاط المنشأة وعملها وطريقة أداء المهام، منوهاً بأن بعض المدربين الوافدين يُعقّد المواطنين عند التدريب حتى يرفض توظيفه، ولكن ثبُت عكس ذلك عندما كرّمت المستشفيات في الخارج السعوديين خلال الجائحة وطلبت منهم البقاء والعمل لأنهم أكفاء ويستحقون التكريم بكل جدارة.
ورحب بجميع الوافدين الذين لديهم قيمة إضافية للوطن ويقومون بتدريب أبناء الوطن، قائلًا: “لابد أن يكون لدينا مقياس معين لتوظيف الوافد والعامل الأجنبي”، لافتاً إلى أن خطة الدولة في زيادة نسبة السعودة بالقطاع الخاص والعام تؤثر على تقليل نسبة البطالة والاحتفاظ بسيولة النقد داخل البلاد وكذلك زيادة حركة الاستثمار داخل الوطن ورفع المستوى المعيشي وخلق قادة أكفاء للمستقبل.
واختتم آل سيف حديثه بقوله: “من واجب الشركات والمؤسسات تجاه الوطن تقديم الفرصة للمواطن وعلى المقيم أن يرد الجميل لأبناء المملكة، فالشباب السعودي قادر على العمل ومثابر وهو كُفء لرفع اقتصاد الوطن، والتعاون معًا لتحقيق خطط الدولة التنموية في تنمية الموارد البشرية وتقليل البطالة”.
فيديو (هنا).