حذز استشاري الأنف والأذن والحنجرة الدكتور رضا علي آل رميح من كثرة استخدام سماعات الأذن الذي أصبح جزءًا كبيرًا من الحياة اليومية، حيث إنها يمكن أن تشكل خطرًا كبيرًا على حاسة السمع بشكل خاص، وعلى الصحة بشكل عام.
وأكد آل رميح أنّ فقدان حاسة السمع يؤثر بشكل كبير في حياة الشخص، وخاصة في المراحل المبكرة من العمر؛ لأن حاسة السمع لها دور كبير وأساسي في تطور النطق.
وبيّن أن مشاكل السمع تنقسم من حيث المنشأ إلى ثلاثة أقسام؛ منها المرتبط بالتوصيل، ومنها المرتبط بالسمع الحسي، ومنها ما يجمع بينهما ويسمى فقدان السمع المختلط.
وأوضح أنّ مشاكل السمع المرتبطة بالتوصيل تنشأ عن وجود مشاكل في الأجزاء التي تنقل الصوت من الأذن، وهي: الأذن الخارجية (الصيوان)، والقناة السمعية، والطبلة والأذن الوسطى.
وعرّف مشاكل السمع الحسية بأنها صعوبات في السمع تحدث نتيجة وجود مشاكل في الأذن الداخلية (القوقعة)، أو العصب أو المسار العصبي الذي ينقل الرسائل السمعية إلى الدماغ.
وذكر أن العامل الوراثي هو أحد أسباب مشاكل السمع لدى بعض الأشخاص، حيث يكون لديهم احتمال الإصابة بمشاكل السمع أكبر لأنهم في عائلات يشيع فيها هذا الأمر قائلًا: “يجب القيام باختبار السمع الإلكتروني أو ما يسمى (قياس السمع الاستكشافي) بعد الولادة مباشرة؛ لأنّ الدراسات أثبتت أن هناك 1 من كل عشرة أشخاص لديه مشكلة في السمع”.
وتطرق إلى أسباب ضعف السمع ومنها: التقدم في السن الذي يعد السبب الأكثر شيوعًا؛ منوهًا بأنه وُجد أنه بين كل ثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 65 و74 عامًا يعاني شخص واحد من ضعف في السمع بنسبة (3:1)، وبعد سن 75 عامًا ترتفع هذه النسبة إلى شخص من كل شخصين أي بنسبة (2:1)، مشيرًا كذلك إلى أنه يمكن لبعض أنواع الأدوية أن تسبب ضعف أو فقدان السمع كأثر جانبي؛ مثل بعض أنواع المضادات الحيوية، وبعض أنواع مدرات البول وأدوية السرطان.
وقال: “إنّ بعض الحالات يكون تشخيصها بدءًا من تاريخ الإصابة بالمشكلة ويعتمد ذلك على فحص الأذن والأنف والحنجرة وما يلزم، وهناك أيضًا فحوص أخرى بحسب الحالة مثل الأشعة المقطعية وخلافه، فإذا كنت تشك أنك تعاني من تراجع السمع أو تعاني من أي مشكلة فأجرِ فحصًا روتينيًا للسمع لاكتشاف أي مشاكل في بداياتها والتعامل معها”.
وبيّن الفرق بين السماعة العظمية والقوقعة قائلًا: “إن السماعة العظمية هي سماعة تتم زراعتها في العظم لضعاف السمع لتوصيل الصوت إلى القوقعة والعصب السمعي بعيدًا عن الأذن الوسطى والخارجية، أما القوقعة فيتم زرعها لدى الأطفال الذين يعانون من ضعف سمع توصيلي نتيجة عيوب في الأذن الخارجية أو الوسطى وذلك عند حدوث ضعف شديد في القوقعة الطبيعية، ويتم اللجوء إليها في بعض الحالات لأنها تقوم بتحفيز أعصاب السمع مباشرة في الأذن الداخليّة”.
جاء ذلك خلال المحاضرة التثقيفية التي قدّمها الدكتور آل رميح تحت عنوان “مشاكل السمع الأسباب والعلاج”، وذلك يوم الاثنين 25 يناير 2021، عبر منصة زووم الإلكترونية.
واختتم آل رميح المحاضرة بقوله: “إنَّ العمل على إجراء فحوصات السمع بانتظام ومناقشة علامات ضعف السمع مع اختصاصي مقدّم الرعاية الصحية للسمع من الأمور المهمة للحفاظ على السمع”، ونصح كبار السن من عمر 50 سنة فما فوق بعمل قياس السمع الدوري كل 6 شهور أو كل سنة.