كانت القصة في مثل هذه الأيام قبل أربعة أعوام حين التقيت أحد أبناء بلدتي أم الحمام أمام مدخل المركز الصحي بالبلدة، وكان برفقته طفله ذو الخمسة أعوام تقريباً، وما لفت انتباهي أن رأس الطفل كان ملفوفاً بعمامة بيضاء، ملوثة بدماء، فما كان مني بعد إلقاء السلام والتحية على والد الطفل وتحميده والسلامة لطفله إلا سؤاله عن سبب إصابة طفله براسه، فأجاب الأب أن ولده كان بداخل السيارة وهي متوقفة وكان مستنداً على الباب من الداخل واقفاً على المقعد كعادة الأطفال وكان الأب بالخارج وفي لحظة فتح الأب باب السيارة مسرعاً سبقه ولده على الأرض ساقطاً وبرأسه الصغير مستقبلاً وأخذت دماؤه تشخب من أم رأسه، فسألت الأب عن سبب عدم رؤيته لطفله قبل فتحه باب السيارة فأجاب بكل خجل: الزجاج مكتوم بالتظليل والسيارة عائلية مرتفعة عن الأرض.
وكان أيها الأحبة الكرام في نفس تلك الفترة وبنفس هذه التفاصيل قد وقع الحادث المماثل لأحد أبناء زملاء العمل بالجبيل من الأحساء وكان الفرق الوحيد هنا أن الطفل أصيب بكسر في الذراع.
وهذه الحوادث المسجلة بالمقاطع والمنتشرة بوسائل التواصل الاجتماعي تكشف أن الأطفال يشتكون إهمال السلامة من قبل أولياء أمورهم بل تعدت الشكوى لتشمل الزوجية أيضاً والممتلكات كذلك!
وكأن نبينا (صلى الله عليه وآله) لم يوصنا بالضعيفين (النساء والأطفال) وكأننا لم نسمع عنه (ص): “كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ”!
فني أول كهرباء وصديق للسلامة