بسطة شهب..

في الصديق المثقف الأستاذ حسن آل حمادة الذي أوقف زنديه لعصافير الكلام وأعشاش الكتب..

كرسيُّكَ الرفُّ أم هندامُكَ الكتُبُ
فالراسخونَ على أضلاعكَ انسكبوا

خذني إلى السطرِ لما أفلتت لغتي
يدُ العناوينِ طار الحبر والقصبُ

ما زلتَ تنحت من طين الجهات فتىً
أنفاسُهُ مدنٌ أسفارُهُ هدُبُ

والوقت نظارةُ الإبداع حدقتا
ريحٌ وروحٌ فلم تمسكهما السحبُ

لي أن أهنئ أقلاما بحاصدها
فالوعيُ أينعَ من فلاَّحهِ اللقبُ

الآن تقبضُ أقداحُ السؤالِ على
خمرٍ ويُسألُ عن أنسابهِ العنبُ

تحركت من دمِ الأوراق أجنحةٌ
تضيف للسربِ من أصغوا ومن كتبوا

ظلاله فهرسٌ لذَّ الضياءُ بأن
يختار ملعبها كي يهنأ العجبُ

إلى مكان عميق خلف خفقته
الفوضى التي حملت أعباءها الرتبُ

ما زال منهمكا يسقي القراءة من
كأس الأماكنِ، قُل هل تنفدُ القببُ؟

ينام في شهقتيه الدرب ذي رئةٌ
وكوكبٌ من عروق الأفقِ يقتربُ

لبسطةِ الكتُبِ استوقفتُ أغنيةً
من أرجل وأيادٍ، ما هو الطربُ؟

على الهوامش، مر الطين أم وترٌ؟
ما للسكوتِ على القيثار ينقلبُ؟

جلد الدماغ وبلدانٌ تحيك به
حقائبًا رُصَّ فيها الفكرُ والأدبُ

تقمصَتْ عقلَكَ الأسفارُ رافعةً
رأسَ المسافةِ -لِمْ لا- فالذرى السببُ

وكنت مصباحَك السحريَّ، ماردُه
مثقفٌ فركَتْ مصباحَهُ النخَبُ

تبدو كأنك لا تبدو، فلست ترى
إلا إذا باح عن أشجارهِ الخشبُ

يا باعث الوطن المخفيّ أرصفةً
فالأبعدون لأقصى قربهم ذهبوا

آثارُ أقدامِهم أوحت بأنهم
في عِرقه أكلوا في خفقِه شربوا

من أنت، صمتًا، يجيب الشمع: أمنيتي
وكل ما لصفات الضوء ينتسبُ

زرر قميص المدى وافتحه ذاكرةً
صعبٌ بأن ترتدي نسيانها الشهبُ


error: المحتوي محمي