يواجه كثير من حديثي التخرج الجامعي عقبة الحصول على وظيفة من دون امتلاك بعض الخبرة العملية، وكأنّ هذا الخريج أو هذه الخريجة كان بيدهم وضع برامج دراساتهم الجامعية لكنّهم لم يفعلوا.
إنّ الجهات المعنية بتطوير مهارات الخريجين الجامعيين وتعليمهم أساسيات الحياة العملية، غالبا ما تنحصر في وزارة التعليم والجامعات أو الكليات التي يتخرج منها أولئك الطلاب والطالبات المستهدفون بالموضوع.
وهنا ينفتح باب الحديث على مفهوم «التمهين» المرتبط بمن هم على أبواب التخرج من جامعاتهم أو كلياتهم.
وفي هذا المورد، يُعرّف «التمهين» بأنه برنامج تدريب يلتحق به الطلاب يتم خلاله إعدادهم وتدريبهم، بغرض إكسابهم أساسيات الدخول في مهنة معيّنة، حيث يعمل الطلاب تحت إشراف وتوجيه أفراد ذوي خبرات مهنية وكفاءة تدريبية، بقصد إكساب المتدربين مهارات المهنة وقيمتها المعنوية.
وكانت بعض التخصصات الجامعية تشترط إنهاء برامج تطبيقية وعملية ضمن المقررات الجامعية التي يمرّ بها الطالب أو تمرّ يها الطالبة، لكنّ هذا الجانب لم يكون مشترطا على جميع التخصصات، كما أنّ فترة التدريب، في مجملها، لم تكن كافية لتوفير الأساسيات المهنية للخريج.
والجديد في هذا الشأن هو طرح وزارة التعليم الذي نشرته بعض الصحف المحلية، قبل نحو أسبوعين، على هيئة خطوط عريضة جاءت تحت عنوان: الخطة الشاملة للارتقاء بالتعليم في مختلف مجالاته.
أما ما يتصل بموضوعنا، فهو ما انسدل تحت العنوان الفرعي: تطوير التعليم الجامعي، حيث أشير إلى مجموعة مبادرات منها: التدريب الإلزامي لمدة 6 أشهر قبل التخرج من التعليم العالي، مع ملاحظة أنّ الإشارة كانت للتعليم العالي، ولأنّ مثل هذه الخطة بحاجة إلى تفصيل، ستكون فكرة تفصيل ذلك في مؤتمر صحفي قادم، فرصة للتعرف على كل مسار من مسارات الخطة التطويرية للتعليم.
إضافة إلى أهمية توفير نظام تعليم جامعي مرن تتعاون فيه المؤسسات الجامعية مع مؤسسات التعليم المهني والفني، وهذا ما أشارت له الخطة ذاتها، في مبادرة التعليم المشترك في بعض الجامعات ومؤسسات التعليم التقني والمهني.
وكم يلاحظ بعض الدارسين في جامعات أمريكا والبلدان المتقدمة سعة المرونة في التعليم الجامعي، في أكثر من جهة، أهمها: الدراسة في جامعة والتدريب في جامعة أخرى، أو دراسة مقرر في جامعة أخرى غير الجامعة الأولى، وكذلك الاستفادة من مصادر البحث في الجامعتين بسهولة ويسر، وغير ذلك من الجوانب التي تعمل على إثراء الطالب الجامعي، وهو الأمر الذي يجد الكثيرون في توفره يتناسب طموحا ضمن طموحات التطوير الجامعي الفعلي.
ويظهر مفهوم تجويد التعليم الجامعي كبوصلة توجه واضعي الإستراتيجيات التعليمية في السعودية، نحو استقصاء طرق التطبيق العملي المتين الموازي للدرس النظري الدافع للتحصيل والبحث واكتساب المهارة، وهو ما يعنى بتوفير معامل وحلقات نقاش علمي مستمر، ومكتبات جامعية متقدمة.
المصدر: آراء سعودية